الخميس، 25 أغسطس 2022

دراسات حديثة تؤكد الارتباط بين الباركنسون ومنتجات الطعام قليلة الدسم


دراسات حديثة تؤكد الارتباط بين الباركنسون ومنتجات الطعام قليلة الدسم


دراسات حديثة تؤكد الارتباط بين الباركنسون ومنتجات الطعام قليلة الدسم

أشارت نتائج دراسات جديدة إلى أن تناول الحلويات المصنوعة من منتجات الألبان قليلة الدسم، مثل الزبادي المجمد، قد تكون ضارة بصحة الدماغ، ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يختارون منتجا واحدا فقط من منتجات الألبان قليلة الدسم يوميا يمكن أن يزيدوا من خطر الإصابة بمرض باركنسون بأكثر من الثلث، بالمقارنة مع أولئك الذين يأكلون أقل من منتج ألبان واحد قليل الدسم في الأسبوع.


وخلص الباحثون إلى أنه كلما زاد تناول منتجات الألبان قليلة الدسم، زادت فرصة الإصابة بمرض العقل الباركنسون في مرحلة ما من مراحل الحياة. ونظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "نورولوجي"، في استهلاك منتجات الألبان والمعلومات الصحية لأكثر من 120 ألف شخص لمدة 25 عاما تقريبا.


باركنسون.. ما هي الطرق العلاجية الحديثة لمنع تفاقم الأعراض؟


ولاحظ الباحثون أن تناول منتجات الألبان قليلة الدسم لا يسبب مرض باركنسون وتحافظ على مخ الانسان، بل هناك نوع من الارتباط بين المرض و"كمية" منتجات الألبان التي يتناولها الفرد، إلا أن سبب هذا الاتصال في الواقع لا يزال غير واضح. وقال الخبراء إن ذاك الارتباط يتحدى النصائح الصحية القديمة التي تدعو للتخلص من الدهون في الوجبات الغذائية.


ومرض باركنسون هو حالة تؤثر على الدماغ، يسبب مشاكل مثل الاهتزاز والتصلب التي تزداد سوءا بمرور الوقت. وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، كاثرين سي هيوز، من جامعة هارفارد: "تقدم النتائج دليلاً على زيادة متواضعة في خطر الإصابة بمرض باركنسون مع زيادة استهلاك منتجات الألبان قليلة الدسم".


وأكد الباحثون أن واحد بالمئة فقط من حوالي 6000 شخص في الدراسة ممن تناولوا ثلاث حصص على الأقل من منتجات الألبان قليلة الدسم يوميا، أصيبوا بمرض باركنسون.


الأربعاء، 24 أغسطس 2022

وزير الزراعة يبحث مطالب حراك مزارعي مشروع دلتا طوكر لهيئة عامة

 

وزير الزراعة يبحث مطالب حراك مزارعي مشروع دلتا طوكر لهيئة عامة


وزير الزراعة يبحث مطالب حراك مزارعي مشروع  دلتا طوكر لهيئة عامة

طالب حراك مزارعي دلتا طوكر بتحويل المشروع لهيئة عامة، 
في غضون ذلك بحث وزير الزراعة والغابات المكلف، أبوبكر عمر البشرى، المشاكل والمعوقات التي تعترض مشروع  دلتا طوكر الزراعي، جاء ذلك لدى لقائه ممثلي حراك مزارعي دلتا طوكر صباح اليوم الثلاثاء بمكتبه.


وقدم ممثلو الحراك، مذكرة للمطالبة بإنقاذ المشروع، كما طالب الوفد بأن يكون المشروع الزراعي هيئة عامة، لجهة أنه تعرض لإهمال كبير، ويعد مشروع دلتا طوكر، سلة غذاء ولاية البحر الأحمر وكان جزءًا  من المشاريع القومية التي تدار مركزيًا.


ومنذ عام 2016 انتقلت إدارة المشروع الزراعي إلى السلطات المحلية الولائية وتتلخص أسباب التدهور في ضعف الإدارة وغياب عمليات الرقابة والمتابعة، وعدم وجود قانون للمشروع وإهمال وصيانة المعدات والأصول وغيرها، وأكد الممثلون أن هناك اعتصام داخل المشروع سيستمر إلى أن تحل مشكلته.


وأشار وزير الزراعة والغابات المكلف ، د. أبوبكر عمر البشرى، إن البلاد تستورد كميات كبيرة من الأسمدة تكلف الكثير من العملة الصعبة، وأكد الوزير لدى زيارته لمصنع “طلائع للأسمدة ” بالخرطوم، برفقة مدير عام البنك الزراعي محمد آدم، أن وجود المصنع بالسودان يقلل الكثير من التكلفة  مشيرًا إلى تطابق  المواصفات وأن المصنع ينتج الأسمدة الكيميائية  بكل أنواعها السائل والمسحوق.



الثلاثاء، 23 أغسطس 2022

إتساع رقعة السيول في السودان لتشمل دنقلا تنضم الى المناطق المنكوبة

 

إتساع رقعة السيول في السودان لتشمل دنقلا لتنضم الى المناطق المنكوبة



تتسع رقعة السيول يوما بعد يوم في السودان، فقد انضمت اليوم الثلاثاء ولاية دنقلا شمال البلاد إلى خريطة الرقعة المنكوبة. وتأتي هذه التطورات بعدما أعلن المجلس القومي للدفاع المدني في السودان، يوم الأحد، أن عدد الوفيات جراء السيول والفيضانات وصل إلى 80 شخصا.


وكشفت الإحصائيات الرسمية أن عدد المنازل التي دُمرت بشكل كامل وصل إلى 17,080 منزلاً و23,850 منزلاً تعرض لتدمير جزئي، فضلاً عن تدمير عدد كبير من المتاجر والمرافق.فيما أعلنت الحكومة السودانية حالة الطوارئ نتيجة السيول في 6 ولايات.وحذرت هيئة الأرصاد الجوية في السودان، من أن أمطار موسم هذا العام ستكون أعلى، وأن السيول المفاجئة قد تضرب أغلب الولايات، مما يتطلب أخذ الحيطة والحذر خاصة في المناطق المنخفضة.


هذا وأوصى الاجتماع الطارئ للمجلس القومي للدفاع المدني في السودان بحصر جميع الدعم الموجود من مواد الإيواء وغيرها وتوزيعها بعدالة وعاجلا للولايات الأكثر تأثيراً بالسيول والأمطار وهي ولايات نهر النيل، والجزيرة، وكسلا وسنار.يشار إلى أن موسم الأمطار في السودان يستمر عادة حتى سبتمبر، مع بلوغ الفيضانات ذروتها قبل ذلك بقليل.


والعام الماضي، تسببت الفيضانات والأمطار الغزيرة في مقتل أكثر من 80 شخصاً وإغراق عشرات الآلاف من المنازل بجميع أنحاء البلاد.أما في عام 2020، فقد أعلنت السلطات السودان منطقة كوارث طبيعية، وفرضت حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر في جميع أنحاء البلاد بعد أن تسبب الفيضانات بمقتل حوالي 100 شخص وغمر أكثر من 100 ألف منزل.

الاثنين، 22 أغسطس 2022

المجلس القومي للدفاع المدني يدعم المتضررين بالسيول والأمطار بالجزيرة

  

المجلس القومي للدفاع المدني  يدعم المتضررين بالسيول والأمطار بالجزيرة


المجلس القومي للدفاع المدني  يدعم المتضررين بالسيول والأمطار بالجزيرة

إستقبل الأستاذ إسماعيل عوض الله العاقب والي الجزيرة المكلف صباح اليوم بمدني قافلة الدعم للمتضررين بالسيول والأمطار 
بكل من ولايات الجزيرة ، كسلا ونهر النيل ، تحت رعاية وزير الداخلية المكلف ، ورئيس المجلس المقدمة من المجلس القومي للدفاع المدني ، كما أعلن الفريق شرطة عثمان عطا مصطفى رئيس المجلس القومي للدفاع المدني أن القافلة تستهدف دعم جهود الولاية لدعم المتأثرين بالسيول والأمطار بمحلية المناقل مشيرا الي أن القافلة تشمل مشمعات وخيم ومواد غذائية وناموسيات وأدوية ، 


وعبرعن إشادته بالجهود التي قادتها الولاية في الإستجابة السريعة لمعالجة أوضاع المتأثرين بالسيول والأمطار، وحذر من المزيد من الأمطار والسيول خلال الفترة المقبلة بحسب توقعات الإرصاد الجوي داعياً المواطنين لأخذ  الحيطة والحذر ، وعبر عن تعازيه ومؤاساته لأسر ضحايا السيول والأمطار .


 من جانبه إمتدح والي الجزيرة جهود إدارة الدفاع المدني والأجهزة النظامية في دعم المتأثرين بالسيول والفيضانات والأمطار بالولاية واستعرض الجهود المبذولة لمعالجة طريق مدني المناقل لإيصال قوافل الدعم وتوقع إكتمال عمليات صيانته  خلال اليوم .


وقال الدكتور جراهام عبد القادر وزير الثقافة والإعلام ، الناطق الرسمي للمجلس إن القافلة تعبر عن تضافر جهود أهل السودان، وأضاف ان الدولة في أعلى الهرم بذلت الجهد في سبيل وضع معالجات لأضرار السيول والأمطار ، مبينا أن القافلة إسناد لقوافل أخرى، وترحم علي الشهداء الذين قضوا في الفيضانات والسيول وتمنى مزيدا من التضافر للجهود


الأحد، 21 أغسطس 2022

تعرف على منتجع حمامات عكاشة السحرية في السودان

من ينقذ منتجع حمامات عكاشةالعلاجي من عهد الملك النوبي في السودان؟

حزمة من الأسرار ما زالت تنطوي عليها "حمامات عكاشة"، ذلك النبع الدافئ المتصل من المياه المعدنية المنحدرة من جوف المرتفعات الغربية وسط تلال وسهول الحوض النوبي في شمال السودان باتجاه نهر النيل، لكنها ليست مياهاً طبيعية عادية وعذبة، بل هي ينابيع مياه جوفية طبيعية سحرية بدرجة حرارة نحو 45 درجة، مشبعة بالكبريت والملح، ذات خواص طبية صحية تعالج كثير من السياح، ما جعلها ملاذاً للعلاج الطبيعي لعدد من التهابات العظام المفصلية المزمنة والروماتيزم وارتخاء العضلات، وعلاج الأمراض الجلدية كحب الشباب والبهاق والأكزيما والصدفية.


عولى الرغم من أن عمر هذه الحمامات يعود إلى عشرات المئات من السنين وهي في مكانها هذا بمحلية حلفا على الجانب الشرقي من النيل بمنطقة السكوت (دلقو المحس)، أقصى شمال السودان على بعد نحو 775 كيلومتراً شمال الخرطوم، غير أن كثيرين من السودانيين أنفسهم لم يسمعوا بها أصلاً.


حول هذا النبع المائي الحار مجهول المصدر على وجه الدقة والتحديد حتى الآن، المنطقة في أوقات خلت إلى جاذب سياحي معتبر، كما أنعش الحياة في قرية عكاشة المجاورة لها، ومن غير المعروف من اكتسب الاسم من الثاني، وهي مصممة كغرفة يبلغ طولها نحو ثلاثة أمتار ونصف المتر وعرضها متران مع ارتفاع متر ونصف المتر تحتوي بداخلها نبع تلك المياه الساحرة.


تعرضت الحمامات التاريخية القديمة بعد خروج الإنجليز واستقلال البلاد لإهمال ونسيان مريع، فضلاً عن قساوة الظروف الطبيعية، إذ كانت أول نكباتها مع قيام السد العالي الذي رفع مناسيب المياه حتى غمرتها، ونجحت محاولات حفرها من جديد، لكن في المرة الأخيرة التي طمرها الفيضان في 1989 ظلت هذه الحمامات مطمورة تحت الطمي لما يقارب تسعة أعوام، من دون أن تجد أي جهد رسمي لإعادتها إلى الحياة، حتى تحركت مجموعة من شباب المنطقة لتشكل منظمة تحمل اسم هذه الحمامات السحرية.


خاصية نادرة

بحسب شهادات أطباء متخصصين وزوار ومؤرخين، فإن مياه هذه الحمامات تحمل مواصفات طبيعية صحية نادرة لها القدرة على شفاء كثير من الأمراض الجلدية، وإنعاش الدورة الدموية والصحة العامة، لكنها لم تحظَ إلا بقليل من الاهتمام المحلي، كونها في منطقة نائية تفتقر إلى الخدمات ووسائل الوصول، على الرغم من تصنيفها ضمن مناطق الجذب السياحي في السودان.


يرجح عباس أحمد الحاج، الباحث في تاريخ السودان القديم، أن "حمامات عكاشة" تعود إلى عهد الملك النوبي كاشتا مؤسس مملكة نبتة الكوشية النوبية، المولود في القرن الثامن قبل الميلاد، المتوفي عام 745 قبل الميلاد، وكانت مياهها الساخنة المشبعة بالمعادن والأملاح تقضي على الفطريات وتنشط الدورة الدموية وتستخدم في العلاج والاستجمام.وكشف عن أن الحمامات كانت شبه مجهولة إلى أن عثر عليها المستعمر البريطاني قبل أكثر من مئة عام، عندما عسكرت قواته في تلك المنطقة خلال عملية احتلال السودان عام 1896، وذلك خلال مهاجمته لمدينة دنقلا عاصمة الولاية الشمالية، واستخدموها كمنتجع صحي وترفيهي.


التاريخ البعيد

وأضاف الحاج "تقع تلك الحمامات الأثرية في منطقة دلقو المحس بمناطق وادي حلفا أقصى شمال البلاد، وتشير بعض الروايات التاريخية إلى أن أول اكتشاف لها كان في فترة صدر الإسلام الأول، قبل مهاجمة عبدالله بن أبي السرح وعقبة بن نافع الفهري لمناطق وأراضي المحس في معركة رماة الحدق الشهيرة عند ما يعرف بجبل الصحابة، لكنهم انسحبوا أمام شراسة جنود مملكة نبتة واضطروا إلى توقيع اتفاقية البقط الشهيرة التي استمرت زهاء 750 عاماً كأطول اتفاق في التاريخ.


توالت الإنشاءات الحجرية حول الحمامات، التي كان آخرها في فترة الحكم التركي، غير أن فيضان السد العالي أغرقها مرتين في 1978 و1998 واستمرت خلال الفترة الأخيرة مطمورة بالطمي الذي غطى حتى أسوارها لمدة تسعة أعوام كاملة وهي مدفونة، من دون أن تمتد إليها يد تنفض الغبار عنها وتعيدها إلى الحياة.


نتيجة لجهود أهالي المنطقة، أنشئت منظمة "حمامات عكاشة" الخيرية بهدف استمرار الحمامات وتأهيلها وحل مشكلة تصريف المياه، وكمنطقة جذب سياحي واستثماري يرفع مستوى دخل الفرد ويوفر مشاريع إنشائية مثل الفنادق والخدمات التابعة لها. كما تجري كلية العلوم والتقانة قسم الأحياء بجامعة النيلين، في سياق الجهود العلمية المبذولة لفك طلاسم وأسرار تلك الحمامات دراسات حول خواص وطبيعة المياه النابعة فيها.


وعمد الأهالي في المنطقة بجهدهم الذاتي الخاص وبمعاونة مجموعة من الشباب المهتمين إلى إعادة حفر الينابيع مرة أخرى، بغرض إحياء تلك الحمامات التاريخية القديمة، غير أنها ظلت دائماً تتعرض لمشكلة ارتفاع مناسيب النيل بأعلى من غرفتها، ومن رحم تلك الجهود الأهلية، ولدت "منظمة حمامات عكاشة" من أبناء المنطقة نفسها، وتمكنت في وقت وجيز من إعادة حفر غرفة الحمامات لتجد أن المياه المعدنية الساخنة التي ينبعث منها البخار الضبابي ما زالت تتدفق بذات الطريقة والمعدل.

السبت، 20 أغسطس 2022

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يجعل الطفل أكثر عرضة للتنمر

 

اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يجعل الطفل أكثر عرضة للتنمر


اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط يجعل الطفل أكثر عرضة للتنمر

يُعد اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط "ADHD" أحد أكثر الاضطرابات النفسية والعصبية شيوعاً بين الأطفال وتطاول نسبة سبعة في المئة من الأطفال في العالم، بحسب ما تظهره الأرقام. أما في لبنان، فقد أظهرت أكبر دراسة حول هذا الموضوع، وقد أجراها قسم الطب النفسي في كلية الطب في جامعة "القديس يوسف" في بيروت عام 2012، أن نسبة ثلاثة إلى 3.5 في المئة من الأطفال في المدارس مصابون باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، الذي يؤدي الى الارهاق العقلي علماً بأن هذه الدراسة التي نشرت قد تناولت 1000 طفل في المدارس الخاصة والرسمية على مختلف الأراضي اللبنانية.


ومما لا شك فيه أن ثمة مفاهيم خاطئة عديدة تحيط بهذه الحالة كونها من الحالات المتشعبة، وقد لا يكون سهلاً على الأهل التعاطي معها دائماً بالشكل الصحيح، وفي مثل هذه الحالات، تبرز الحاجة أيضاً إلى الإحاطة الصحيحة للطفل من قبل المدرسة، وإن كانت المدرسة الخاصة بحالات الاضطرابات النفسية أو الـ"ADHD" تحديداً غير ضرورية، وفق ما يوضح رئيس قسم الأمراض النفسية في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" في بيروت سامي ريشا الذي يؤكد، في المقابل، على ضرورة أن تكون المدرسة على علم بحالة الطفل وعلى إلمام بكيفية التعامل مع الأطفال الذين يعانون مثل هذه الحالات للتعاون معها في تنظيم الأمور وطريقة التعامل مع الأطفال أثناء وجودهم في المدرسة من خلال نظام معين يعتمد مع الطفل ويرتكز على مبدأ المكافأة والقصاص بشكل مستمر حتى يمتنع عن القيام بالسلوكيات الخاطئة الناتجة عن حالته.


مرض أم حالة طبيعية؟

ويصف ريشا اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط بالحالة المرضية التي لا يمكن التعاطي معها كما لو كانت حالة طبيعية، هذا، مع ضرورة التمييز بينها وبين حالات الأطفال الذين يعانون النشاط المفرط أو الحركة الزائدة في مختلف الأوقات، فثمة فارق كبير بين الحالتين لاعتبار أن هذا الاضطراب يؤثر على حياة الطفل، سواء في حياته اليومية أو في نتائجه المدرسية لأنه لا يستطيع أن يهدأ، بالتالي، تتعدى الأمور هنا الحالة الطبيعية، وهي حُكماً مرضية، ولا بد من التعامل معها على هذا الأساس. وهذا ما على الأهل أن يدركوه للتمييز بين الحالة الطبيعية من الحركة الزائدة والحالة المرضية التي تستدعي الإحاطة والمتابعة الطبية المتكاملة بين عدد من الاختصاصيين، أما الأعراض التي يمكن ملاحظتها على الطفل الذي يعاني نقص الانتباه وفرط النشاط وتؤكد حالته، فهي الحركة المفرطة والنشاط الزائد وقلة التركيز في المهام التي تتطلب تركيزاً، ولا يقصد بذلك التركيز أثناء مشاهدة التلفزيون أو اللعب على الأجهزة الإلكترونية وغيرها من الأنشطة المماثلة، بل تلك التي تتطلب التركيز بهدف التعلم كما في المدرسة مثلاً، ومن الأعراض التي يمكن ملاحظتها أيضاً لدى طفل يعاني هذه الحالة، الانفاعلية والاندفاع الزائد.



"تكمن المشكلة في هذه الحالة في أنها لا تقتصر على أنها مرض منفصل، بل في آثاره على التحصيل العلمي والنتائج المدرسية من جهة، وأيضاً في كونه يعرض الطفل للخطر بما أنه يعاني النشاط المفرط ما يجعله عرضة للإصابات الخطيرة والحوادث التي قد تسبب له الأذى كالسقوط أو التعرض لكسور، وصولاً إلى خطر التعرض لحادثة مميتة، هذا ما يؤكد ضرورة معالجة هذه الحالة وعدم التهاون فيها بأي شكل من الأشكال"، ونقص الانتباه وفرط النشاط من الاضطرابات التي لا يمكن اعتبارها حالة منفردة، فهي تترافق أحياناً مع اضطرابات سلوكية لا يمكن الاستهانة بها، ما يستدعي حُكماً التعاطي معها بمزيد من الجدية والإحاطة بالحالة من النواحي جميع لمعالجتها.


وقد تترافق معها مشكلات سلوكية، كميل الطفل إلى الكذب أو التفوه بكلمات بذيئة أو الميل إلى العناد أو الاستهتار أو التصرف بطريقة غير لائقة في المجتمع. ويشير ريشا إلى أن الأطفال الذين يعانون هذا النوع من الاضطرابات قد يتعرضون إلى التنمر والإهانات بمعدلات كبرى في المدرسة بسبب سلوكياتهم هذه الناتجة عن حالتهم، وفي الوقت نفسه، يكون الطفل في مثل هذه الحالة أكثر عرضة للقصاص في المدرسة بسبب سلوكياته ويجد نفسه غالباً في مواقف يبدو فيها وكأنه المذنب، وإن لم يكن كذلك أحياناً.


ومن التداعيات الصعبة والأساسية لهذه الحالة الصعوبات التعلمية التي تزداد سوءاً مع الوقت في حال عدم المعالجة، وأكثر بعد، يكون المراهق الذي يعاني هذا الاضطراب، في حال عدم المعالجة في الطفولة، أكثر عرضة للسلوكيات الخاطئة كالوقوع في الإدمان والكحول والمخدرات والتدخين، وكون الحالة ترتبط باضطرابات سلوكية وتعلمية أخرى، من الضروري الحرص على معالجتها في سن مبكرة.


علاج لا مفرّ منه

ما يبدو واضحاً أن معالجة الحالة ليست مسألة يمكن التهاون فيها أو التغاضي عنها في أية حالة من الحالات نظراً إلى تداعيات هذا المرض، وفق ما يوضحه الطبيب النفسي المتخصص للأطفال والمراهقين في مستشفى "الجامعة الأميركية في بيروت" وائل شمس الدين الذي يشير أيضاً إلى أن المرض يتفاوت في حدته بين طفل وآخر، ويعتبر العلاج ضرورياً دائماً ولا يمكن الاستغناء عنه، خصوصاً أن هذا المرض يمكن أن يؤثر على حياة الطفل من نواحٍ عديدة ويحدد اتجاهاته في الحياة ما لم تتم إحاطته ومعالجته بالطرق المناسبة وفق حدة الحالة وطبيعتها. ويشير إلى أنه في مراحل ما يمكن أن يتأقلم الطفل مع الحالة، خصوصاً إذا كان حاد الذكاء فيتغلب عندها على آثار حالة نقص الانتباه التي يعانيها في الصفوف الابتدائية، لكن في مرحلة لاحقة سرعان ما تؤثر على تحصيله العلمي وعلى نتائجه في المدرسة، ولو كان ذكياً بسبب قلة التركيز ونشاطه المفرط، فيجد صعوبة في متابعة دراسته ويعاني صعوبات تعلمية، ونشهد على تزايد في حالات التسرب المدرسي بين الأطفال المصابين بهذا النوع من الاضطرابات.


جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا