‏إظهار الرسائل ذات التسميات أثار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أثار. إظهار كافة الرسائل

الأحد، 26 مارس 2023

غابة متحجِّرة عمرها ملايين السنوات في قلب المناطق الأثرية في السودان تواجه مخاطر النهب والتخريب

غابة متحجِّرة عمرها ملايين السنوات في قلب المناطق الأثرية في السودان تواجه مخاطر النهب والتخريب


غابة متحجِّرة عمرها ملايين السنوات


لا يظن أحد من الناس أن تلك الأشجار الضخمة مجرد صخور حجرية تناثرت فوق الكثبان الرملية بغير هدى. لأنّها ببساطة كنز أثري لا يُقدّر بثمن، وإحدى الظواهر الطبيعية النادرة بالتراث الإنساني العالمي. فقرب تلك الأشجار الأسطورية التي صارت غابة متحجرة اليوم، جلس الملوك والأمراء وكبار القادة الكوشيين، منذ عهد بعانخي- كما يؤكد رواة التاريخ - يخططون ويدبرون أمرهم فيما بينهم كيف تدين لهم الدنيا وكيف يبسطون مجدهم وسلطانهم على أرجاء العالم القديم؟


الغابة المتحجرة.. أين تقع؟


الغابة المتحجرة تقع في قلب المناطق الأثرية الشهيرة بشمال السودان، بالقرب من مدينة الكرو الأثرية، وتعتبر إحدى أهم المقابر الملكية في عهد مملكة كوش، حيث تضم حوالي 55 هرماً، معظم هذه الأهرامات تعود للفترة بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد. تم تسجيل الموقع في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 2003 كجزء من جبل البركل المقدس ومواقع المنطقة الكوشية أو النوبية القديمة.


د. حباب إدريس كبير مفتشي الآثار بالهيئة القومية للآثار والمتاحف بالسودان قالت، إن الكرو الأثرية من أهم المزارات السياحية بالسودان، وتعتبر أول مدافن الملوك الكوشيين، وعلى رأسهم بعانخي أعظم حكام مملكة كوش، وتلك المدافن الملكية عليها رسومات ونقوش وطلاسم ورموز ملونة، والمثير للإعجاب - كما تشير د. حباب - أن تلك الرسومات ما زالت محتفظة بألوانها طازجة كأنها نقشت اليوم ولم تتصرم عليها السنون.


كيف تكونت الغابة المتحجرة؟


أما كيف تكونت تلك الغابة المتحجرة، فتقول د. حباب، إن الغابة المذكورة تكونت منذ ملايين السنين، نتيجة التعرض لعوامل تغيير مفاجئة قادت إلى تحجرها، وتلك العوامل قد تكون عملية انتقال سريعة وبدون تدرج منطقي من درجات حرارة مرتفعة أشبه بنيران تلظى إلى درجات برودة شديدة تفوق أعلى درجات الطقس في قمة ليالي الشتاء زمهريرا. كما توجد تأويلات وتفاسير كثيرة لكيفية تكوين تلك الغابة.والأغرب أن تلك الأشجار لم تتعرّض جذوعها للتحجر وحدها، إنما تحجّرت ثمار تلك الأشجار الضخمة ورؤوس حيوانات نافقة كذلك.


كنوز أثرية مهملة.. لماذا؟


تلك الأشجار ذات الثمار المتحجرة التي تعد واحدة من معالم الحضارة الكوشية أو النوبية القديمة، الضاربة في جذور التاريخ بين حضارات العالم القديم، ملقاة في العراء دون سور أو حراسة أو حتى كاميرات مراقبة تقيها شرور السرقة والتخريب والإهمال.


تقول د. حباب لـ"العربية.نت"، إن الأشجار المتحجرة ذات الأطوال والأحجام المتباينة ساقطة على الأرض، ما يجعلها عرضةً لعمليات السرقة والتخريب، ففي السابق كان هناك من يقومون بالاستيلاء على المتبقي من الثمار المتحجرة لاستخدامها في المباني وتزيين الحدائق المنزلية والعامة، دون إدراك قيمتها الأثرية النادرة.


نسجت حولها الأساطير والحكايات.. كيف؟


أحد مواطني المنطقة ذكر لـ"العربية.نت" أن الغابة المتحجرة بالكرو من المعالم الأثرية المهمة، ونُسجت حولها الأساطير والحكايات دون أن تحظى بما تستحق من اهتمام سواءً بالدراسات والبحوث الأثرية، لأنها يمكن أن تعطي مؤشرات قوية ومرشداً لفهم طبيعة المنطقة ودراسة نمط الحياة لتحديد الحقبة التاريخية التي تحورت فيها الغابة بشكل دقيق، أو حتى بوسائل الحماية، حتى لا تتعرّض للسرقة أو التخريب، بقصد أو بدون قصد جنائي، ومما يُؤسف له أن قطعاً أثرية نادرة كثمار الأشجار ورؤوس الحيوانات المتحجرة اختفت دون أن يُعرف لها أثر..


الثلاثاء، 5 يوليو 2022

السودان يبحث كل السبل لإسترجاع آلاف القطع الأثرية ويتطالب بإستردادها

السودان يبحث كل السبل لإسترجاع آلاف القطع الأثرية ويتطالب بإستردادها 

المتحف القومي السوداني في الخرطوم

تتباهى المتاحف العالمية المنتشرة في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية بالآلاف من القطع الأثرية السودانية العالية القيمة في حين تتزايد المطالب السودانية باسترداد تلك القطع؛ فإلى أي مدى يمكن أن تتحقق تلك المطالب؟ وأكد مسؤولون وخبراء في مجال الآثار وجود عقبات قانونية ولوجستية تعيق المطالب المتزايدة من قبل السودانيين لاستعادة آلاف القطع الأثرية السودانية المعروضة في عدد من المتاحف العالمية في أوروبا والولايات المتحدة.


المتحف القومي السوداني في الخرطوم

وقالت غالية جار النبي مدير الهيئة القومية للآثار والمتاحف السودانية، إن عدم توقيع السودان على الاتفاقية الدولية لاسترداد الآثار الوطنية المعروضة في الخارج يشكل أحد أبرز العقبات التي تحول دون المطالبة باسترداد أكثر من 6 آلاف قطعة أثرية من الخارج، لعرضها في متحف السودان القومي لتنشيط السياحة.


المتحف القومي السوداني في الخرطوم


ووفقا لجار النبي، فإنه وعلى الرغم من أهمية استرداد آثار السودان القيمة الموجودة في الخارج، إلا أن الأمر يعتمد على التفاوض الثنائي مع البلدان التي تحوز على تلك القطع في ظل عدم وجود اتفاقيات ملزمة؛ إضافة إلى أن نسبة كبيرة من القطع الموجودة في الخارج لا يمكن حصرها لأنها خرجت من البلاد عن طريق التهريب أو السرقة وبعضها تمتلكه بعثات أثرية أجنبية كحصة لها وفقا لاتفاقيات التنقيب المبرمة بينها والحكومة السودانية في أوقات مختلفة.


وفي الواقع؛ ظل السودان منذ آلاف السنين هدفا للمهتمين بالآثار سواء بطرق قانونية أو غير قانونية وذلك نظرا لأنه يعتبر واحدا من أقدم الحضارات الإنسانية في العالم. ومنذ أن عرف الإنسان قيمة الآثار؛ تعرضت الآثار السودانية لعمليات سرقات ونقل ممنهجة شاركت فيها بعثات دولية وعصابات نهب بمشاركة أطراف محلية من خلال عمليات بحث وتنقيب جرت بطرق مدمرة طالت العديد من الاهرامات في شمال البلاد.


ويؤكد يحي فضل طاهر أستاذ التاريخ والآثار في جامعة الخرطوم أن الآثار السودانية المهاجرة تشكل أهمية كبيرة نظرا لأنها تضم قطعا نادرة تحكي عن حقب تاريخية وإنسانية مختلفة وتشمل جماجم بشرية ذات مغزى كبير في تحديد تاريخ البشرية إضافة إلى منحوتات ومصوغات ذهبية نادرة تعكس اهتمام الإنسان السوداني الأول بالصناعة والفن منذ أمد بعيد.


وفي الجانب الآخر؛ على الرغم من وجود تلك العقبات؛ تبدي بعض الجهات العالمية المختصة استعدادها لإعادة ما تحوز من قطع أثرية للسودان. ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية عن البروفيسور توم غيلينغووتر من متحف التشريح في إدينبرا القول إنهم يعملون مع العديد من المجتمعات حول العالم لتسهيل إعادة البقايا والآثار، لكنهم لم يتسلموا طلبًا رسميًا من الحكومة السودانية حتى الآن.


جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا