الإمارات داعم فاعل لمؤسسات الإغاثة الدولية في السودان
يترافق الحضور الإماراتي الفاعل في مخيمات اللاجئين السودانيين مع مساندة إماراتية فاعلة لما تقوم به مؤسسات وبرامج الإغاثة الإنسانية الدولية التي تعمل على أرض الواقع في السودان، وكذلك تلك التي تعنى بشؤون اللاجئين. وهذا التزام أخلاقي إماراتي تترجمه سياسات واضحة تترجم في موارد يتم تخصيصها، والتي تنعكس على أرض الواقع فيما يقدم من مساعدات لناس في أمسّ الحاجة إليها في ظل الظروف الصعبة التي خلفتها الحرب.
منذ بداية الأزمة في السودان وبند معالجة آثارها الإنسانية الكارثية على جدول أعمال السياسة الخارجية الإماراتية. وهذا ما تعكسه البيانات الرسمية المتوالية، بما في ذلك تلك التي يلقيها مسؤولون إماراتيون في مؤتمرات ومناسبات تتعلق بتلك الأزمة، وخاصة المعني منها بالشأن الإنساني.
على سبيل المثال فإن الإمارات بمناسبة مرور عامين على النزاع في السودان الشقيق كان بند المساعدات ضمن ثلاثة بنود رئيسية دعت إلى اتخاذها بشكل فوري، حيث نص البند الثاني المعنون «عدم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية» على: «إنّ عرقلة وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات الغذائية واستخدامها كسلاح في الحرب فِعلٌ مُدان، كما يجب على طرفي النزاع السماح بوصول المنظمات الإنسانية بشكل عاجل وآمن إلى مَن هُم في أمسّ الحاجة إلى المساعدات في كافة أنحاء السودان، كما تدعو دولة الإمارات الأمم المتحدة إلى منع أيّ من الطرفين المتحاربين من استغلال المساعدات الإنسانية لأغراض عسكرية أو سياسية، وتهديد حياة ملايين المدنيين التي باتت على المحك».
هذا البند يتضمن عناصر مهمة جداً ومتسقة تماماً مع مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ومن ثم فإنها تتطابق مع ما تطالب به مؤسسات الإغاثة الدولية، فهي أولاً تدين استخدام المساعدات كسلاح، والحيلولة دون وصولها جزئياً أو كلياً، ومن ثم فإنها طالبت طرفي النزاع بضرورة تأمين وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها، وهذا يعني أن لا تكون قوافل المساعدات عرضة للنهب أو القصف أو مجرد تعطيل الوصول، فسرعة وصول المساعدات تعني إنقاذ مريض، وسد رمق جائع، وإسعاف مصاب على أن يكون ذلك شاملاً لكل أنحاء السودان.
ولا تكتفي الإمارات بذلك بل إنها تطالب المنظمة الدولية الأم ممثلة في الأمم المتحدة بالقيام بدورها حتى تحول دون استخدام أي من طرفي الصراع المساعدات الإنسانية عسكرياً أو سياسياً نظراً لما يسببه ذلك من خسائر، وفي الوقت نفسه توقفهما عن استهداف المدنيين.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق