شيخ طريقة يتصدر الترند بالسودان.. حلقات المديح وطائرة تقل أصدقائه للمونديال
انشغلت مواقع التواصل بالسودان خلال اليومين الماضيين، بمقطع فيديو لشيخ الطريقة القادرية، المكاشفية، الأمين عمر الأمين وهو يتمايل طرباً وسط آخرين بحلقة مديح تشبه الحفلات الغنائية.
لكن الجدل الذي خلفه ظهور شيخ الأمين في المقطع المذكور لم يكن بدعاً، فقد درج الرجل على إثارة الجدل بقوة طيلة الأعوام الماضية بطريقة غير معتادة لدى شيوخ الطرق الصوفية في السودان.
فالرجل لا يكف عن إثارة الجدل حوله، ابتداءً بمظاهر الثراء الفاحش، مروراً بنثر النقود على رأس إحدى المغنيات، واستقبال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي بإطلاق الرصاص في الهواء عند زيارته إياه في أم درمان العام الماضي، ومؤخرا تأجير طائرة خاصة لأصدقائه لحضور نهائيات مونديال.
"ترند" السوشيال ميديا
وكثيراً ما تجد حركات الرجل الاستعراضية تلك طريقها لمواقع التواصل الاجتماعي، وتتصدّر لتصل الذروة وتتحوّل إلى "ترند" يملأ ويشغل الناس.
وعادة ما ينقسم المتفاعلون حول تصرفات الرجل، فالناقمون يعتبرون تصرفاته مجافية لجوهر التصوف الذي يحض على الزهد والتقشف والاقتصاد في متع الدنيا، ويعتبرون صعود الرجل تعبيراً صارخاً عن حالة الفراغ السائدة في شتى المجالات.
أما المؤيدون فيقولون إن شيخ الأمين أفلح في تذويب الفوارق وكسر الحواجز المصطنعة بين التصوف والحياة العصرية، وإن الأناقة والتبسط مطلوبان، لأن الفئات التي يستهدفها بدعوته تحتاج إلى نوع من المرونة، خاصة الشباب.
ويُعرف عن شيخ الأمين، اهتمامه الشديد بالسوشيال ميديا، وهذا ما يُفسِّر ظهوره المتكرر بمواقع التواصل، بالإضافة إلى اهتمامه بالأناقة وحسن الهندام.
طائرة خاصة لنهائي المونديال
شيخ الأمين فاجأ الجميع بإعلانه تأجير طائرة خاصة لمريديه وأصدقائه لحضور نهائي كأس العالم المقامة بالدوحة. واستهجن الأمين ما أثاره بعض الأئمة من شبهات حول الاهتمام بكأس العالم، وقال إن مونديال الدوحة فخر للعرب والمسلمين، ويعكس الوجه الحضاري للحضارة العربية الإسلامية.
وبالفعل، حطت الطائرة بالدوحة في العاشر من ديسمبر الجاري وعلى متنها 170 شخصاً من مختلف الفئات العمرية، 70% منهم رجال، و30% نساء.
زيارة عدو لدود
ولم تتوقف عجائب وغرائب الرجل عند ذلك الحد، وفي نهاية نوفمبر المنصرم، سجّل زيارة إلى الشيخ محمد المصطفى عبدالقادر بمجمع الرشاد الإسلامي بأم درمان، والأخير أحد أبرز شيوخ جماعة أنصار السنة بالسودان، واشتهر بالعداء المرير والهجوم الشرس على نهج الصوفية ورموزه وأتباعه داخل وخارج السودان، وعلى رأسهم شيخ الأمين نفسه.
وبينما قال الأمين إن "الزيارة هدفت لنبذ خطاب الكراهية بين الطوائف الدينية"، اعتبرها كثيرون أنها تؤكد قدرة الرجل على الاختراق واستمالة المختلفين معه. وفي الماضي، حاول شيخ الأمين لعب أدوار سياسية، وتردد أن الرئيس المخلوع عمر البشير استعان به لكسر الجمود بين نظامه وبعض الدول.
الدكتورة أسماء جمعة، اختصاصية علم الاجتماع، قالت إن "هذه الظاهرة تعبر عن نوع من تشوه الوعي بالدين، كما أنه يحقق الرغبة في الظهور الاجتماعي للشخص، ويوفر المكانة من دون أي تكلفة. فالتّديُّن الظاهري أمرٌ ليس صعبًا، كل ما يحتاجه الشخص ليحقق المكانة هو أن يرتدي الملابس التي توحي بالتّديُّن ويخترع له أسلوباً يجذب به الآخرين دون الحاجة إلى تطبيق روح وجوهر الدين".