الخميس، 2 يناير 2025

مأساة الحرب تزيد طلبات كفالة أطفال السودان المجهولي الأبوين

 

الاطفال



مأساة الحرب تزيد طلبات كفالة أطفال السودان المجهولي الأبوين


ليس من المستغرب أن نجد طفلاً يتيماً فاقد السند يترعرع وسط أسرة سودانية، وينسب نفسه ابناً لرب الأسرة، لا سيما أن المجتمع السوداني يقوم على نزعات تكافلية ويحفز الأسر التي لم تحظ بنعمة الأبناء على تربية الأطفال المجهولي الأبوين لتعويضهم ما فقدوه، بخاصة بعد أن ساءت أوضاعهم بسبب الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل (نسيان) 2023، وبات مأواهم المعروف باسم دار المايقوما التابع لوزارة الرعاية الاجتماعية والواقع وسط الخرطوم، معقل الاشتباكات.


وكان الصليب الأحمر الدولي أجلى نحو 300 طفل من الدار إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بعد وفاة عشرات نتيجة ضعف الخدمات جراء الحرب، وعقب سيطرة “الدعم السريع” عليها رحلوا إلى ولاية كسلا شرق البلاد، فضلاً عن أن الجهات المسؤولة عن هؤلاء الأطفال بذلت مجهوداً في رعايتهم، إلا أن وضعهم الطبيعي يحتم أن يكون مكانهم وسط الأسر.

وعلى رغم الظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد، زاد الطلب على كفالة الأطفال فاقدي السند، إذ نفذت وزارة الرعاية الاجتماعية وفق شراكة مع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف” كفالة 150 طفلاً وألحقوا بالأسر البديلة بناء على رغبتها في الاحتضان، في ظل تنامي ظاهرة الإنجاب بصورة غير شرعية بسبب الحرب، في حين ما زالت هناك 80 أماً تنتظر برنامج الكفالة.

لكن الأمر قوبل بجدل واسع ما بين الترحيب والرفض، بيد أنه أرجع مراقبون السبب الرئيس في زيادة طلبات التبني إلى المعتقدات الشعبية من ناحية جلب الرزق، إلى جانب التعاطف مع مآسي الحرب التي طاولت هذه الشريحة. أجلى الصليب الأحمر الدولي نحو 300 طفل من الدار إلى مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بعد وفاة العشرات (اندبندنت عربية – حسن حامد)

جلب الرزق

في السياق قالت مديرة الرعاية الاجتماعية في قطاع التنمية بولاية البحر الأحمر شرق البلاد رقية موسى، “في تقديري أن تزايد طلبات الأسر في الولايات الآمنة للتكفل بالأطفال المجهولي الأبوين، يرجع إلى أن هؤلاء الأطفال مصدر سعادة الأسر التي لم ترزق بنعمة الأبناء، إلى جانب المعتقدات الشعبية السائدة بأنهم يجلبون الرزق. فظاهرة التبني تنتشر وسط الأرامل والزوجين اللذين يعانيان مشكلات في الإنجاب، علاوة على أن هناك أسراً لديها أطفال وترغب في التبني، فضلاً عن أن الأطفال فاقدي النسب ارتفعت أعدادهم، وفي الغالب يوضعون بجوار المساجد وفي الطرقات العامة والمستشفيات أو تسليمهم بصورة مباشرة إلى الأسرة”.

وأضافت موسى “هناك أكثر من 80 أماً في الانتظار، لا سيما أن وزارة الرعاية الاجتماعية، التي تعمل بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، عقدت 150 طلباً لتبني أطفال جرى إحضارهم من ولاية كسلا بعد إجلائهم من العاصمة الخرطوم”.

وتابعت “الأسر الراغبة في التكفل بهؤلاء الأطفال تخضع لدراسة شاملة تتضمن زيارات متكررة للمنازل للتأكد من مدى ملاءمتها للأطفال، إلى جانب الفحص الطبي والأمني للأمهات، وبعد اكتمال المواءمة مع استيفاء الشروط الموضوعة من الوزارة يتبنى الطفل”.

وأشارت مديرة الرعاية الاجتماعية إلى أن “هناك ارتفاعاً في نسبة الأمهات اللاتي حملن بطريقة غير شرعية، مع تمسك بعضهن بأبنائهن، إذ كثيراً ما يأتين للوزارة من أجل استخراج الوثائق الثبوتية”.

ونوهت إلى أن “الحرب الدائرة حالياً لا علاقة لها في تصاعد أرقام الأطفال فاقدي الأهلية الأبوية، فضلاً عن أن الدور تستقبل ما بين خمسة إلى ستة أطفال في الشهر، وهو عدد ثابت قبل اندلاع الحرب وبعدها”.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا