الثلاثاء، 5 نوفمبر 2024

خبراء يتحدثون عن تشكيل جبهة مدنية عريضة لوقف الحرب في السودان قريبا

 

حمدوك


خبراء يتحدثون عن تشكيل جبهة مدنية عريضة لوقف الحرب في السودان قريبا

توقع محللون سودانيون أن تلقى الدعوات التي أُطلقت لتشكيل جبهة مدنية واسعة لمناهضة الحرب استجابة من القوى السياسية والنقابية. هذه الاستجابة المحتملة قد تسهم في تشكيل رأي عام قوي يعارض استمرار النزاع الذي أدى إلى تهجير العديد من السودانيين، وجعل أكثر من نصف السكان في وضع حرج يهدد حياتهم بالمجاعة.

في الأيام الأخيرة، دعا عدد من الشخصيات السودانية، بقيادة عبدالله حمدوك، رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، إلى تشكيل جبهة وطنية شاملة تضم مختلف فئات الشعب السوداني. الهدف من هذه الجبهة هو مقاومة الحرب وإجبار الأطراف المتنازعة على العودة إلى طاولة المفاوضات لوقف إطلاق النار. يسعى حمدوك أيضًا إلى تحريك الرأي العام الدولي لدعم جهود وقف الحرب، مع التركيز على معاناة المدنيين الذين تأثروا بشكل كبير جراء الصراع.



حمدوك، الذي أُطيح به في انقلاب 25 أكتوبر 2021، يقوم حاليًا بزيارة العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في مجموعة من الفعاليات التي تهدف إلى تسليط الضوء على أزمة الحرب في السودان واستكشاف سبل فعالة لوقفها. هذه الفعاليات تمثل فرصة له لتوضيح الوضع الراهن في السودان وجذب الدعم الدولي اللازم لإنهاء النزاع.


قال حمدوك إن السودان يواجه أزمة وجودية، وإذا لم يتم التعامل معها بشكل عاجل فلن نتمكن من العثور على وطن. ودعا إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات من خلال تشكيل جبهة واسعة لوقف الحرب، مشيرًا إلى أن تنسيقية “تقدم” لا تعبر عن جميع السودانيين، ولكنها تمثل مشروعًا يسير في الاتجاه الصحيح. نصف الشوط يعتقد المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن الجبهة المدنية العريضة لوقف الحرب هي فكرة طرحتها القوى السياسية التي اتخذت موقف الحياد من النزاع الحالي منذ فترة طويلة، وذلك بهدف جمع أكبر عدد ممكن من السودانيين لمقاومة الحرب وأوضح أنها قد تكون فكرة عملية لحل الأزمة السودانية المستمرة.

قال جمعة  إن حمدوك قد حقق خطوات كبيرة في تشكيل هذه الجبهة العريضة، من خلال إنشاء تنسيقية القوى الديمقراطية “تقدم”، والتي تُعتبر حتى الآن أكبر تحالف سوداني يضم قوى سياسية ومدنية ومنظمات مجتمع مدني متنوعة في رؤاها وأفكارها، لكنها تتفق جميعاً على هدف واحد هو مكافحة الحرب وتحقيق التحول المدني الديمقراطي في السودان.

وأشار إلى أن هناك قوى جديدة بدأت تتبنى مواقف معارضة للحرب، لكن هذه القوى ليست ضمن إطار “تقدم”، مما يعزز احتمالية تأسيس الجبهة المدنية العريضة التي دعا حمدوك إلى تشكيلها، من خلال انضمام هذه القوى إلى التنسيقية في الكيان الجديد.

وقال إن “تشكيل هذه الجبهة الواسعة يمكن أن يساعد في جعل الصوت المدني المعارض للحرب هو الأكثر وضوحًا، كما أنها قد تعزل المؤيدين للحرب، مما يتيح الفرصة للطرفين للجلوس إلى مائدة المفاوضات والاتفاق على وقف القتال”. أكد أن حمدوك لا يزال يحظى بشعبية كبيرة بين السودانيين كونه آخر رئيس وزراء حصل على دعم قوي من قوى الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق عمر البشير. كما أنه يحظى بقبول لدى المجتمعين الإقليمي والدولي، مما يعزز من تأثير الجبهة المدنية لمناهضة الحرب سواء على الصعيدين الداخلي أو الخارجي حال تحققها.


يرأس عبدالله حمدوك في الوقت الراهن قوى الديمقراطية المدنية المعروفة باسم “تقدم”، التي تضم مجموعة من القوى السياسية والنقابية، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاعات المهنية، والإدارات الأهلية والطرق الصوفية. وتقدم هذه التنسيقية برنامجًا يهدف إلى وقف الحرب في السودان عبر جمع أطراف النزاع إلى مائدة المفاوضات. عقدت تنظيمها مؤتمرها التأسيسي في مايو/أيار الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بمشاركة أكثر من 600 عضو من داخل وخارج السودان. وقد وُصف يوم المؤتمر بأنه أهم حدث في تاريخ السودان، حيث لم يسبق أن تجمّع السودانيون بهذا العدد للوصول إلى اتفاق بشأن إنهاء الحرب.

منذ تأسيس تقدم، تؤكد قيادتها، بقيادة عبدالله حمدوك، أنها لا تمثل جميع السودانيين، على الرغم من كونها أكبر تكتل سوداني. حيث تقدم رؤية تتضمن إنشاء جبهة مدنية واسعة تهدف إلى إنهاء الحرب. حملات ممنهجة تلقى حمدوك معارضة كبيرة من أنصار قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان بسبب محاولاته لوقف الحرب. هؤلاء الأنصار يحاولون تشويه سمعته من خلال حملات ممنهجة. وآخرها كان قبل يومين في لندن، حيث حضر حمدوك بدعوة رسمية من الحكومة البريطانية لبحث سبل إنهاء الصراع في السودان.

يعتقد المحلل السياسي عمار الباقر أن مؤيدي البرهان يشنون هجمات على حمدوك والقوى المدنية، لأن رؤيتهم التي تدعو إلى إنهاء الحرب تعتبر الأكثر تأثيرًا على الصعيدين الداخلي والخارجي، وتعكس الواقع الفعلي للأوضاع في السودان. في المقابل، يسعى البرهان إلى دفع العالم للاكتفاء برؤيته التي تدعو لاستمرار الحرب حتى القضاء على قوات الدعم السريع.

قال الباقر  إن “البرهان يسعى للحصول على شرعية تمثيل السودان في الساحة الدولية، حيث يعرض من خلالها وجهة نظره فقط حول الأوضاع، مما يجعله يشعر بالقلق من تحركات القوى المدنية التي ستكشف زيف روايته وتفضح مزاعمه حول استمرار الحرب”.

وأشار إلى أن حمدوك، الذي كان رئيس وزراء السودان الأكثر شعبية في الداخل وله علاقات واسعة في الخارج، تثير تحركاته قلق دعاة الحرب وأنصار البرهان، حيث تكشف زيف شعاراتهم وتوضح للعالم الصورة الحقيقية للحرب في السودان.

أشار إلى أن البرهان قام بإزاحة حمدوك بالقوة، واستولى على السلطة التي حصل عليها بإرادة الشعب خلال ثورة ديسمبر/كانون الأول. ومع ذلك، فإن حمدوك، الذي لا يمتلك سلاحاً، يسحب الشرعية من البرهان الذي يسعى للحصول عليها من المجتمع الدولي، مما يجعل دعاة الحرب يهاجمونه في محاولة لتشويه صورته وإعاقة جهوده الخارجية. أكد حمدوك خلال ندوة في لندن أنه يركز حاليًا على إنهاء الحرب في السودان دون أية طموحات شخصية، مشيرًا إلى أن “ما يؤرقنا الآن هو وقف الحرب، وبعد انتهائها سيكون هناك آلاف السودانيين الأكثر كفاءة مني لقيادة الشعب السوداني نحو المستقبل، وسندعمهم ونقف إلى جانبهم”.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا