الاثنين، 12 فبراير 2024

انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت في السودان لليوم السادس على التوالي يفاقم معاناة السودانيين

 

شبكات الاتصالات

 انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت في السودان لليوم السادس على التوالي يفاقم معاناة السودانيين

أدى الانقطاع الكلي لشبكات الاتصالات والإنترنت في السودان لليوم السادس على التوالي إلى تعطيل حياة الملايين وشلل في القطاعين العام والخاص، خاصة في مدينة بورتسودان في ولاية البحر الأحمر التي اتخذها الجيش عاصمة بديلة عقب اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في 15 أبريل نيسان.

وخرجت فمعظم المصارف عن الخدمة إلى جانب تعطل التطبيقات البنكية التي يعتمد عليها كثيرون في التحويلات المالية، خصوصا في العاصمة الخرطوم والمدن الأخرى التي تشهد صراعا، حيث تعتمد العائلات الموجودة هناك على مساعدة أبنائها من خارج البلاد والولايات الآمنة عبر التحويلات البنكية.

وقال مروان المكي الذي نزح إلى بورتسودان في الشرق في أعقاب اندلاع الصراع “نعاني بشكل كبير بالنسبة للبنوك لأن أغلب البنوك هنا في مدينة بورتسودان توقفت عن تقديم الخدمات بسبب انقطاع الإنترنت، عدا بنوك الادخار وأفريقيا والخليج الذي يعملون”.



وأضاف في مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP) “أحاول سحب مبالغ مالية من حسابي في البنك لتسيير حياتي لكن لا أستطيع مع تعطل عمل البنوك وتوقف جميع التطبيقات البنكية، خاصة تطبيق بنكك التابع لبنك الخرطوم الذي يعتمد عليه غالبية السودانيين”.

لكن شاهين محمد، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في بنك الخرطوم، قال لوكالة أنباء العالم العربي إن التطبيق يعمل بصورة مستقرة في جميع أنحاء السودان عبر الشبكات الأرضية.


ومضى المكي قائلا “انقطاع الإنترنت أعادنا إلى العصر الحجري، إذا أردت مقابلة شخص ليس أمامك خيار سوى الذهاب إليه في بيته أو مكان عمله دون تنسيق مسبق وقد لا تجده.

“الاتصالات والإنترنت مقطوعين منذ أكثر من أسبوع، كما أن هذا الانقطاع أوقف كافة المعاملات الحكومية المتعلقة بأجهزة التحصيل والإيرادات مثل السجل المدني واستخراج جوازات السفر وتوثيق الأوراق الرسمية والشهادات”.


وأشار المكي إلى أن انقطاع الإنترنت قطع التواصل كذلك بينه وبين أقاربه داخل السودان وخارجه، باستثناء قليلين في بعض الولايات الذين يستخدمون شبكات الإنترنت التي تعمل بالأقمار الصناعية والخطوط الأرضية.

وقال “مثلا شركة كنار التي تمتلك الخطوط الأرضية توفر الإنترنت للشخص الواحد مقابل عشرة آلاف جنيه في الساعة الواحدة”.وأظهرت مقاطع مصورة جرى تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي تدافع السودانيين في صفوف طويلة أمام فندق للحصول على خدمات الإنترنت.


ويتبادل طرفا الصراع في السودان الاتهامات بقطع الاتصالات في عدة مناطق بالبلاد، وهو الأمر الذي فرض تعتيما على الأحداث الدائرة هناك، لا سيما في مناطق الصراع في العاصمة الخرطوم وإقليمي كردفان ودارفور.

وعقب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان الماضي، نقلت معظم المؤسسات الحكومية والخاصة أنشطتها إلى مدينة بورتسودان، بما في ذلك مجلس السيادة الذي يرأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وبنك السودان المركزي.

ومنذ ما يزيد على شهرين، تعيش مدن إقليم دارفور في غرب البلاد في عزلة عن العالم بسبب انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت، واستعاض السكان عنها بشبكات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي تتوفر بشكل محدود في بعض المقاهي والأسواق.

* “ورطة كبيرة”

نزح عبد الله عثمان من الخرطوم إلى مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة بوسط السودان، ومنها إلى بورتسودان الشهر الماضي لاستخراج جواز سفر لمغادرة البلاد عقب سيطرة قوات الدعم السريع على ود مدني في ديسمبر كانون الأول، لكن انقطاع الإنترنت عطل مخططه، واضطر إلى التوجه إلى ليبيا برا عبر الولاية الشمالية.

وقال عثمان لوكالة أنباء العالم العربي عبر تطبيق للدردشة بعد أن اتصل بالإنترنت مستخدما الأقمار الصناعية “أنا حاليا في منطقة المثلث على الحدود مع ليبيا أغادر البلاد عبر طرق وعرة بسبب مشكلة انقطاع الشبكات التي عطلت التطبيقات البنكية والتحويلات المالية وأوقفت خدمة الجوازات. نحن في ورطة كبيرة جدا”.

وواجه مصعب أبو زيد صعوبات في الحصول على سيولة نقدية أو تحويل بنكي من عائلته العالقة في أم درمان التي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري العاصمة الأوسع للسودان على جانبي نهر النيل.

وفي حديثه إلى وكالة أنباء العالم العربي، لم يخف أبو زيد مخاوفه على مصير عائلته مع انقطاع التواصل بينهما، في ظل وجودها في مناطق تشهد اشتباكات يومية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال أبو زيد “إذا لم ترجع الشبكة أو أتحدث إليهم بأي وسيلة، سأضطر إلى ترك كل شيء خلفي والتحرك إلى أم درمان للاطمئنان عليهم”.

وقالت غرفة طوارئ ولاية الخرطوم أمس السبت إن انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت “يزيد من حدة المعاناة حيث ينعدم التواصل وتتوقف تبعا لذلك كافة المساعدات التي بات الكثير من الأهالي يعتمدون عليها، ناهيك عن اعتماد الكثير من المواطنين ومقدمي الدعم بالداخل والخارج على التحويلات البنكية لإيصال الدعم للمتضررين، والتي تعتمد على شبكة الاتصالات والإنترنت في تشغيلها”.

كما قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان أمس إن قطع خدمات الاتصالات والإنترنت أعاق قدرة الأطباء داخل وخارج البلاد على تقديم الاستشارات الطبية والمتابعة الصحية للمرضى عن بُعد.

واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين بسبب خلافات حول خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دوليا.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا