الأربعاء، 1 ديسمبر 2021

إثيوبيا تعرض على مصر جولة جديدة من المفاوضات حول سد النهضة تحت مظلة الاتحاد


كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن اتصالات أجراها المسؤولون الإثيوبيون في فريق التفاوض الخاص بسدّ النهضة، مع نظرائهم المصريين، من خلال مسؤولين عن الملف في الاتحاد الأفريقي، لعرض بدء جولة جديدة من المفاوضات تحت مظلة الاتحاد


إثيوبيا تعرض على مصرجولة جديدة من المفاوضات تحت مظلة الاتحاد

 

وقالت المصادر، إن “الجانب الإثيوبي يعرض التفاوض، بينما يستمر في الأعمال الإنشائية للسد، وهو أمر ترفضه القاهرة، التي انخرطت في مفاوضات طويلة الأمد سعياً منها لإيجاد حل للأزمة يحفظ للدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، حقوقها في مياه النيل”، مذكرة بأن إثيوبيا “لا تزال متعنتة وترفض أي حلول، ومستمرة في بناء السد من دون التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن معايير تشغيل وإدارة السد”


وأكدت المصادر الدبلوماسية المصرية أنه “في ظل الحرب الدائرة على الجبهات في إثيوبيا، بين الجيش الإثيوبي الاتحادي وجبهة تحرير تيغراي، فإن الإنشاءات في سد النهضة مستمرة”، موضحة أن الوفد الرسمي الإثيوبي في المفاوضات يقول إنه “جاهز للتفاوض، فقط في محاولة لتحسين صورته أمام المجتمع الدولي، وإحراج مصر وإظهارها وكأنها غير راغبة في التفاوض، وهو أمر غير صحيح بالمرة”.


وقالت المصادر إن “القاهرة استنفدت كل الوسائل الدبلوماسية في محاولة إقناع الجانب الإثيوبي بالتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، ولكن من دون فائدة، وكان من الضروري بعد ذلك أن تنسحب من المفاوضات التي لم تؤد إلى أي نتيجة بعد سنوات طويلة”.


وأكدت مصادر صحافية إثيوبية، أنه على الرغم من الحرب الأهلية الدائرة على جبهات القتال، من جهة، والمناوشات بين الجيش الإثيوبي والجيش السوداني على الحدود من جهة أخرى، إلا أن إنشاءات سد النهضة “قرب الحدود السودانية” مستمرة بمعدلاتها الطبيعية، وبنفس البرنامج الزمني المحدد سلفاً. مع العلم أن إثيوبيا نفت أن تكون شنت هجوماً في نهاية الاسبوع عند حدودها مع السودان، وحمّلت المسؤولية في النزاع الحدودي لمتمردين من منطقة تيغراي.


وكان وزير الطاقة والمياه الإثيوبي، هابتامو إيتيفا، أكد، السبت الماضي، أن بلاده “مستمرة في عمليات بناء سد النهضة، على نهر النيل، جنباً إلى جنب مع قتالها للإرهابيين”، مضيفاً، أن “البناء المنتظم والأعمال المتعلقة بسد النهضة تتقدم بشكل جيد، وأن اكتمال المرحلة الثانية من السد سيتيح توليد 600 إلى 700 ميغاواط من الكهرباء”.


وجاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الجيش الإثيوبي، الأربعاء الماضي، أنه “نشر وحدات في محيط منطقة سد النهضة، لتأمينه ضد أي خطر بعد محاولات لمهاجمته”، متعهداً “بتأمين عملية بناء السد حتى إتمامه”. وأكد الجيش الإثيوبي أن قواته “تعكف حالياً على حراسة المنطقة، بصحبة وحدات ميكانيكية ومشاة وأفراد من القوات الخاصة الإقليمية، لتوفير الحماية اللازمة من أجل استكمال البناء ونقل مواد البناء”.


دولياً، قالت المصادر إنه “على الرغم من الموقف الأميركي المساند لمصر في أزمة سد النهضة، واقتناع واشنطن التام بضرورة التوصل إلى حل يحفظ لمصر حقوقها التاريخية في مياه النيل، إلا أن الولايات المتحدة لا تمارس في الوقت الحالي الضغط الكافي على إثيوبيا في قضية سد النهضة، نظراً إلى انشغالها بموضوع آخر، وهو الحرب الأهلية الداخلية الدائرة في إثيوبيا”.


وأضافت المصادر أن “القاهرة تلتزم الآن سياسة الصمت التام تجاه أزمة السد، وهي حصلت على تطمينات من واشنطن بأنه بعد الانتهاء من أزمة الحرب الأهلية الإثيوبية التي تهدد الاستقرار في القرن الأفريقي، سوف تتدخل الأخيرة في أزمة السد مجدداً لدعم موقف كل من مصر والسودان”. وأشارت المصادر إلى أن “واشنطن نصحت القاهرة بأن مآلات عدم الاستقرار في إثيوبيا ستكون نتائجها كارثية على مصر”. ولفتت إلى أنه “مع توقف التدخل الأميركي في أزمة السد مؤقتاً، تحاول أطراف دولية أخرى أداء دور في تقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا)، ومنها أطراف أوروبية كإيطاليا”.


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا