الخميس، 26 أغسطس 2021

لماذا تخشى إثيوبيا أن يعود ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن مجددا ؟

هل تخشى أثيوبيا أن يعود ملف سد النهضة إلى مجلس الأمن مجددا..وما الجديد الذي ستقدمه تونس؟


رغم حالة السكون التي سادت بشأن أزمة سد النهضة خلال الأسابيع الماضية بعد قيام إثيوبيا بالملء الثاني، وجلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن الأزمة، علاوة على الفيضانات التي ضربت السودان، إلا أن أديس أبابا أعادت الأزمة مجددا إلى واجهة الإعلام بعد حديثها عن طلب تونسي مرتقب لمجلس الأمن. 


تعليقا على التحذيرات الإثيوبية من لجوء مصر والسودان مجددا إلى مجلس الأمن بشأن أزمة سد النهضة الإثيوبي يقول، الخبير المصري في شؤون المياه، الدكتور نور أحمد عبد المنعم نور، من المتعارف عليه أن عودة أي قضية إلى مجلس الأمن مجددا يحب أن تسبقها مستجدات تستدعي ذلك.


الحل النهائي

وأضاف، أن الحكم النهائي حول أزمة سد النهضة يدور حول التوقيع على اتفاق عادل وقانوني وملزم للأطراف الثلاثة، مشيرا إلى أن الاتحاد الإفريقي لا يستطيع أن يتخذ قرارا يؤثر بالسلب سياسيا على التوجه الإثيوبي، نظرا لأن الاتحاد منظمة قارية إقليمية لا يملك قوت نفسه ويستمد قوته من الخارج وليس من أعضائه، حيث أن أعضاء الاتحاد منضبطين وأحباء في الشكل السياسي، لكن ليس لهم قوة مؤثرة في مشكلات القارة، سواء في التنمية أو الأمن والسلام، فلم نجد قرارا إفريقيا قويا جاء في مواجهة أي من قضايا القارة.


تصريحات إعلامية

وتابع نور، إذا تشجع الاتحاد الإفريقي وأصدر قرارا بشأن أزمة السد، من المؤكد أنه سيكون لصالح إثيوبيا وليس مصر والسودان، مشيرا إلى أن التصريحات الإثيوبية الأخيرة بشأن لجوء مصر لمجلس الأمن، هى تصريحات إعلامية ولا تنطوي على إيجاد حلول، فالموقف الآن بشأن تلك الأزمة "ساكن تماما"، إلى أن يستجد جديدا من الجانب الإثيوبي المالك للمورد المائي بوضع اليد، والمثل الحاضر دوليا في هذا الأمر ما قامت به تركيا تجاه العراق وسوريا عام 1990 عندما تم تخفيض حصص البلدين من المياه في دجلة والفرات إلى النصف ولم تتحرك دمشق أو بغداد.      


سيناريوهات غير معلنة

بدوره قال ممثل المجموعة المدنية السودانية المناهضة لمخاطر السدود، وليد أبو زيد، إن كل المؤشرات تدل على أن السودان ومصر في الآونة الأخيرة لديهم حراك سياسي ودبلوماسي واسع جدا في الإقليم وحتى في المنظومة الدولية، حيث أن القاهرة والخرطوم لديهما خبرة سياسية كبيرة جدا، وبكل تأكيد لديهم سيناريوهات غير معلنة للتعامل مع أزمة سد النهضة وحلها تحسبا لكل الاحتمالات.


وأشار، إلى أن مصر الآن تستخدم ثقلها الإقليمي والعالمي، كما أن هناك اتصالات جرت مؤخرا بين الجانب المصري والإسرائيلي، لذا أعتقد أن الأمور تسير في غير مصلحة إثيوبيا، وأن الجانبين المصري والسوداني سوف يتمكنا من احتواء تلك الأزمة قريبا، ولديهم الأدوات التي تساعدهم على ذلك وهم يعلمون جيدا أن إثيوبيا لن تصل معهم إلى اتفاق.


ضغط دولي

وأضاف ممثل المجموعة الوطنية، في اعتقادي أن سد النهضة سوف يفقد بريقه العام القادم، ولن تستطيع إثيوبيا استخدامه كورقة ضغط، ولا بد أن نأخذ بعين الاعتبار ما يحدث في الداخل الإثيوبي من مشاكل سياسية واجتماعية خطيرة جدا، علاوة على أن المواقف الدولية في القادم سوف تكون في جانب مصر والسودان، لأن الاتحاد الإفريقي لن يتحرك منفردا هذه المرة، بل بضغط من المجتمع الدولي، لأن الاتحاد عندما تحرك منفردا كان مصيره الفشل.          


تعقيدات هائلة

من جانبها قالت، أسماء الحسيني، الباحثة المصرية في الشأن الإفريقي، إن الهدوء أو السكون بشأن أزمة سد النهضة والذي يبدو في الظاهر لا يعكس بشكل حقيقي الموقف الحالي، حيث يكمن خلف هذا السكون تعقيدات هائلة ووضع مضطرب للغاية، لأنه لم يتم حتى الآن وضع الأقدام على بداية طريق حل الأزمة بعد قرابة الشهرين من جلسة مجلس الأمن الأخيرة والتي أوصت بضرورة التوصل إلى اتفاق خلال ستة أشهر.


وأضافت، أن هناك تخوف إثيوبي من عودة تونس مرة أخرى إلى مجلس الأمن، حيث أن لجوء مصر والسودان إلى المجلس في المرتين السابقتين كانت تشوبه تعقيدات، لكن لو ذهب الملف مجددا للمرة الثالثة، فإن كل الأمور أصبحت تحت سمع وبصر العالم، علاوة على التعقيدات في الداخل الإثيوبي والتعقيدات التي ترتبت على الملء الثاني للسد.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا