الثلاثاء، 18 أغسطس 2020

مواكب جرد الحساب .. المقاومة مستمرة



عام مضى وآخر يكتب سطراً جديداً على صحفات ميلاد الحكومة الانتقالية التي تحكمها وثيقة دستورية وُقعت في مثل هذا اليوم بين جنرالات المجلس العسكري الانتقالي وقوى اعلان الحرية والتغيير، افضت لشراكة مدتها ثلاثة أعوام خصصت شهورها الأولى لتحقيق السلام من ثم تأتي بقية الأولويات تبعاً مثل تحقيق العدالة الانتقالية والاقتصاد وإزالة تمكين الإنقاذ.
قف.. جرد حساب
بعد عام من الحكم بالوثيقة الدستورية خرجت الجماهير للشوارع استجابة لدعوة لجان المقاومة وهي تنادي بجرد حساب انجازات الحكومة بعد عام من شرعيتها وتتساءل الجماهير عن مانُفذ وما لم ينفذ وماهي دواعي التأخير في إنجاز بعض الملفات، حيث شهدت عدد من شوارع الخرطوم تظاهرات سلمية سيرتها لجان المقاومة تحت شعار جرد الحساب، وانتشرت التظاهرات في عدد من الأحياء والطرقات الرئيسية، وقبل خروجها بساعات تعهدت حكومة ولاية الخرطوم بحمايتها وعدم التعرض لها.
لماذا الخروج؟
لم تكن هذه المرة الأولى التي تخرج فيها جماهير الحاضنة السياسية او بالأحرى الجماهير المؤيدة للثورة في مواكب ضد الحكومة الانتقالية، حيث خرج اكثر من موكب في الفترة الماضية تحت لافتات متفرقة تنادي بالسلام وتحقيق العدالة الانتقالية وتصحيح مسار الثورة، اخر تلك المواكب ما خرج في 30 يونيو المنصرم الذي جاء تحت لافتات تصحيح مسار الثورة وانتهى بكتابة بعض المطالب نفذ رئيس الوزراء عبدالله حمدوك عدداً منها ابرزها تعيين الولاة المدنيين واعفاء بعض الوزراء وتقديم رموز النظام السابق للمحكمة، على ذات النحو خرجت مواكب17 أغسطس وهي تطالب بتنفيذ بعض الاشتراطات وجرد حساب ما تحقق في الأشهر المنصرمة، يقول مسؤول العمل الميداني بلجان المقاومة شريف محمد عثمان ان موكب17 أغسطس اسبابه متعددة ابرزها عدم إنجاز بعض الملفات من قبل الحكومة الانتقالية مثل ملف الاقتصاد ومعاش الناس وتحقيق السلام وقال لـ(الانتباهة) بعض الملفات التي لم تشهد اي تحركات يجب ان تجيب الحكومة على اسباب التباطؤ فيها مضيفاً بالقول من حق الجماهير ان تخرج وتسأل عن أهدافها وقال ان بعض الملفات اصلاحها مرتبط باصلاح الخدمة المدنية مثل ملف معاش الناس ولم يجب ان يتم جرد حساب ما تحقق في هذا الملف وقال على الحكومة ان تتحدث وتوضح بعض التراجع في الملفات المتعلقة بالسلام والاقتصاد ورفع اسم السودان من لائحة الدول الراعية للارهاب.
سلاح المواكب
ثمة من يرى ان المواكب التي خرجت في عهد الحكومة الانتقالية لم تكن ذات جدوى سيما ان الجماهير المحتجة هي ذاتها التي تمثل السند للحكومة الانتقالية وأنها من اتت بالحكومة وان المواكب لم تعد ذات اهمية غير ان للفاتح حسين القيادي بتجمع المهنيين رأي اخر حيث يرى ان سلاح المواكب فعال ويحقق عدة أهداف اهمها التأكيد على ان جذوة الثورة لا تزال متقدة وان الشارع يراقب ويحتج ويشير الى اهمية حماية المواكب السلمية لجهة انها مكفولة دستورياً وقال الفاتح حسين لـ(الانتباهة) ان المواكب لابد ان تستمر سيما ان الحكومة الانتقالية لم تحقق شعاراتها وأهدافها المطروحة بشكل كلي وان الخيار الأنسب لتحقيق الأهداف الثورية يتم عبر العمل السلمي، حيث الفاتح حسين يتطابق مع حديث شريف محمد عثمان الذي يشدد على اهمية استمرار المواكب السلمية لتحقيق أهداف الثورة.
الحلو على الخط
كان لافتاً في مسيرة جرد الحساب غياب التأييد من قبل احزاب وكيانات الحاضنة السياسية باستثناء تجمع المهنيين السودانيين، غير ان المفاجئ هو دخول الحركة الشعبية شمال لتحرير السودان في دائرة التأييد حيث اخرجت الشعبية شمال بياناً ممهوراً بتوقيع رئيسها عبدالعزيز الحلو يؤيد فيه التظاهرات التي تنادي بجرد الحساب وقال البيان الذي تحصلت عليه (الانتباهة) ان الخروج لجرد الحساب امر يجد تأييدهم وانهم مع السلام الشامل العادل الذي يخاطب جذور الازمة من خلال إقامة نظام علماني ديمقراطي واشار البيان ان مفاوضات جوبا الحالية لم تأت بسلام شامل ويرى الحلو في بيانه ان تحسن الوضع الاقتصادي مرهون بتحقيق السلام وايقاف الحرب.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا