وزارة الصحة تدق ناقوس الخطر.. إنتشار حمى الضنك في معظم ولايات السودان
دقّت السلطات في السودان ناقوس الخطر بشأن تزايد معدل انتشار مرض حمى الضنك في عدة مناطق وعلى رأسها العاصمة الخرطوم، وذلك بعدما كان الأمر غير متداول نسبيًا منذ نوفمبر الماضي، وتم الإعلان آنذاك عن رصد حالات إصابة في البلاد.
وأكدت السلطات السودانية تسجيل حالتي وفاة بالحمى في الخرطوم، إضافة إلى 533 إصابة مؤكدة في العاصمة، مقابل 928 حالة اشتباه.وأفادت السلطات بانتشار مرض حمى الضنك في 12 ولاية في البلاد من أصل 18، مشيرة إلى أن ولايات شمال كردفان في غرب البلاد، وكسلا والقضارف شرقًا، شهدت ارتفاعًا مطردًا بالإصابات، وسط حديث عن تسجيل وفيات بالمرض وتضاربت الأنباء حول عددها.
عدوى فيروسية
وأرجعت وزارة الصحة انتشار المرض، إلى توقف عمليات المكافحة الروتينية لحمى الضنك بسبب الظروف السياسية والاقتصادية في السودان.وحذّرت الأوساط الطبية في البلاد من ارتفاع حالات الإصابة بحمى الضنك في الخريف المقبل، حيث تتوافر البيئة الخصبة لتكاثر البعوض.
وتصنّف منظمة الصحة العالمية حمى الضنك كعدوى فيروسية، تنتقل عند التعرض للسعات البعوض السريع الانتشار، خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والضواحي والمناطق الريفية.وتعتبر أنثى البعوض وتدعى “إيديس” هي الناقل الرئيسي للفيروس ويمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية.
ومع أن أعراض الإصابة بهذه الحمى خفيفة، إلا أن الفيروس قادر على التسبّب بأعراض حادة شبيهة بالإنفلونزا وتتفاقم حدتها أحيانًا لتغدو مرضًا فتاكًا يطلق عليه “حمى الضنك” الوخيمة، إذ يسبّب في الحالات الشديدة نزيفًا يمكن أن يؤدّي إلى الوفاة.
القضاء على الفيروس
وقال الخبير في منظمة الصحة العالمية والمختص في علوم الفيروسات، د. يحيى عبد المؤمن مكي، إن المنظومة الصحية في البلاد التي ينتشر فيها المرض، تحتاج أولًا إلى محاربة البعوض وتصنيف المصابين بحسب الأعراض (خفيفة أو شديدة) وتوفير اللقاحات.
وأكد مكي ، أن البعوض الناقل للأمراض موجود في عدد كبير من الدول الإفريقية، كما أن المياه المتراكمة في مناطق عدة في السودان بسبب الفيضانات، يتكاثر البعوض فيها مما يؤدي إلى انتشار الإصابة به، داعيًا الخرطوم إلى القضاء على جميع مستنقعات المياه. وأضاف أن رشّ السلطات السودانية للمناطق التي يتنشر فيها المرض لا يكفي، ويجب طلب اللقاحات الخاصة بحمى الضنك من منظمة الصحة العالمية بهدف تطعيم أكبر عدد من المواطنين.