‏إظهار الرسائل ذات التسميات الورقية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الورقية. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 10 يناير 2023

الصحافة الورقية في السودان تغيب عن رفوف مكتبات التوزيع

 

الصحافة الورقية في السودان تغيب عن رفوف مكتبات التوزيع


إمرأة تقرأ صحيفة ورقية

غابت معظم الصحف الورقية عن رفوف مكتبات التوزيع في السودان بسبب نقص الورق؛ وسط ارتفاع كبير في تكاليف الإنتاج والتشغيل وإحجام المطابع التجارية عن طباعة الصحف بسبب عدم قدرتها على الوفاء بالتزاماتها.


وتراجع عدد الصحف الورقية اليومية في السودان خلال الفترة الأخيرة من 40 إلى 12 صحيفة فقط؛ وسط صعوبات كبيرة تهدد استمرارية العدد القليل المتبقي. وأعلنت عدد من الصحف الورقية أنها ستضطر للتوقف عن الصدور خلال الأيام المقبلة، والتغيير الى الصحف الاليكترونية.


وأوضح أشرف عبدالعزيز رئيس تحرير صحيفة "الجريدة" اليومية أن الصحف تصدر حاليا في ظل ظروف بالغة التعقيد وتواجه خسائر بالغة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج ورسوم التشغيل والخدمات؛ إضافة إلى تراجع حجم الإعلانات والضرائب الكبيرة المفروضة عليها. وقال إن الأوضاع الحالية تهدد قدرة الصحافة الورقية على الاستمرار.


وفقا لشهاب يوسف مدير التسويق في مطابع المجموعة الدولية فإن العديد من الصحف تواجه صعوبات كبيرة في الوفاء بالتزاماتها تجاه المطابع الأمر الذي دفع ببعض شركات الطباعة للتوقف عن طباعة الصحف لان تأخير المدفوعات يتسبب في خسائر كبيرة لها.وقال يوسف إن مطابع المجموعة الدولية كانت تطبع ما بين 12 إلى 17 صحيفة يوميا لكنها أوقفت خلال الفترة الأخيرة طباعة الصحف تماما.


ومنذ أكثر من 5 سنوات تعيش الصحافة الورقية في السودان أوضاعا صعبة للغاية مما دفع بالكثير من الصحف للتوقف عن الإصدار والاكتفاء بالنسخ الإلكترونية؛ تفاقم ذلك من ظاهرة هجر الصحفيين للمهنة.


وعزا مختصون الأزمة إلى 4 أسباب وهي تراجع حجم الإعلان بنحو 60 في المئة وانخفاض التوزيع بمقدار 80 في المئة إضافة إلى ارتفاع كلفة الإنتاج بأكثر من 700 في المئة وعدم توفر البيئة المهنية والمادية اللازمة لاستقرار الكوادر الصحفية والفنية.


لكن نقيب الصحفيين عبدالمنعم أبو إدريس أكد لموقع سكاي نيوز عربية؛ حرص النقابة الجديدة على العمل على تحسين أوضاع الصحفيين والمساعدة على وضع أسس تنظيمية جديدة تصب في إطار تحسين أوضاع المؤسسات الإعلامية والصحفية لضمان توفير بيئة مهنية جاذبة تحافظ على حقوق الصحفيين.


 وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن معدل التوزيع الحالي يتراوح بين 20 إلى 25 ألف نسخة يوميا لمجمل الصحف اليومية؛ وهو معدل منخفض جدا مقارنة بعدد سكان السودان البالغ نحو 40 مليون نسمة وبعيد عن المعيار العالمي لمنظمة اليونسكو الذي يفترض معدلات توزيع  100 نسخة لكل ألف من السكان.


وفاقمت أزمة الصحافة الورقية في السودان من ظاهرة هجر الصحفيين لمهنة الصحافة والبحث عن أعمال أخرى تمكنهم من الوفاء باحتياجاتهم المعيشية في ظل تدني الأجور وارتفاع تكاليف الحياة بشكل كبير.


وضجت وسائط التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة بالعديد من قصص الصحفيين الذين لجأوا للعمل في أنشطة أخرى بعيدة عن الخط المهني مثل الميكانيكا وقيادة سيارات الأجرة وإدارة محلات البقالة وغيرها.


جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا