الأحد، 21 ديسمبر 2025

زواج القاصرات في السودان بات وسيلة للبقاء

 

زواج القاصرات

زواج القاصرات في السودان بات وسيلة للبقاء


“فقدان المعيل، أو توقف العمل، أو النزوح القسري، كلها عوامل تخرج الأسرة من دائرة التخطيط طويل الأمد إلى منطق اليوم بيومه. في هذا الواقع، تصبح الطفلة عبئاً اقتصادياً في نظر أسرة لا تملك القدرة على إعالتها أو حمايتها، بسبب انعدام البدائل”.

لم تكن الأم السودانية نادية حسين تفكر في زواج ابنتها ذات الـ15 سنة، بخاصة حينما تتابعها وهي تطوي ثوب المدرسة وتضعه في صندوق خشبي قديم.


فلم يكن قرار الزواج الذي تم أخيراً نابعاً من قناعة، ولا من رغبة في الستر، كما يقال، بل من عجز ثقيل فرضته الحرب المشتعلة في البلاد بين الجيش و”الدعم السريع” لأكثر من عامين، حين أخذت الأب وترك الأسرة بلا مُعيل، ولا خيارات واضحة للنجاة.

فمنذ مقتل زوجها في إحدى جبهات القتال، تحول البيت الصغير إلى مساحة ضيقة من القلق اليومي من ناحية إيجار متراكم، وطعام لا يكفي، ومدرسة لم تعد قادرة على استقبال ابنتها من دون مصروفات.

فالفتاة، التي كانت تحلم بأن تصبح معلمة، لم تمنح فرصة الاعتراض. ولم تفهم تماماً معنى الانتقال المفاجئ من مقاعد الدراسة إلى مسؤوليات الزواج، لكنها أدركت أن الحرب لا تقتل الرجال وحدهم، بل تجبر الأحياء على قرارات أقسى من الفقد نفسه.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا