ثبات سعر الدولار في السودان اليوم الاثنين 27 اكتوبر 2025م أسعار العملات مقابل الجنيه السوداني في السوق السوداء والبنوك
في تطور يعكس هشاشة غير مسبوقة في النظام النقدي السوداني، سجلت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني يوم الاثنين 27 أكتوبر 2025 مستويات تاريخية غير مسبوقة، وسط نشاط مكثف في السوق الموازي وتوقعات متشائمة بمزيد من التدهور خلال الأشهر المقبلة. وتشير التقديرات إلى أن الدولار الأميركي تجاوز حاجز 3700 جنيه في المتوسط
مع تسجيل صفقات فردية بلغت 3800 جنيه، مقارنة بـ560 جنيهًا فقط عشية اندلاع الحرب في أبريل 2023، ما يمثل قفزة بنسبة 560% خلال ثلاثين شهرًا. هذا الانهيار لا يُعد مجرد تراجع في قيمة العملة، بل يعكس تحولًا هيكليًا في طبيعة الاقتصاد السوداني، الذي بات أقرب إلى نموذج “اقتصاد بلا عملة”، وفق توصيفات حديثة صدرت عن مؤسسات دولية بارزة.
في تصريحات رسمية أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية، أقر وزير المالية السوداني جبريل إبراهيم بأن الطلب المتزايد على النقد الأجنبي وتوقف الصادرات نتيجة الحرب شكّلا عاملين رئيسيين في تدهور الجنيه، لكنه نفى أن يكون الاقتصاد قد بلغ مرحلة الانهيار الكامل.
وألمح الوزير إلى إمكانية وصول الدولار إلى مستوى 10,000 جنيه، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة إشارات سلبية دفعت المضاربين إلى رفع سقف توقعاتهم، في ظل غياب أي تدخل رسمي لاحتواء الأزمة. هذه التصريحات جاءت مناقضة لتقارير دولية حديثة، ما زاد من حالة الارتباك في السوق، وعمّق الفجوة بين السعر الرسمي والموازي.
في تقرير صدر عن مؤسسة Chatham House في مارس 2025 بعنوان “الذهب والحرب في السودان”، تم توصيف الوضع الاقتصادي في البلاد بأنه دخل مرحلة “الاقتصاد غير الرسمي الكامل”، حيث باتت العملات الأجنبية تُستخدم في التسعير والتبادل التجاري، بينما فقد الجنيه السوداني وظيفته النقدية الأساسية.
وأشار التقرير إلى أن الذهب أصبح المصدر الرئيسي لتمويل طرفي النزاع، ما أدى إلى تفكك الثقة في النظام المالي، وتآكل قدرة الدولة على ضبط السوق. هذا التحول يعكس انهياراً في أدوات السياسة النقدية، ويضع البلاد أمام تحديات غير مسبوقة في إدارة الاقتصاد الكلي.

ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق