السودان يدخل عامه الثالث من الحرب: أزمة إنسانية بلا أفق للحل
مع دخول الحرب الأهلية السودانية شهرها الرابع والعشرين، لا تزال البلاد تعيش واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها الحديث. ووفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، فإن 30 مليون سوداني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، بينما اضطر 14 مليون شخص للنزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى دول أخرى. ورغم هذه المعاناة، لا تلوح في الأفق أي بوادر لحل سلمي، مما يزيد من تعقيد الوضع ويعمّق الأزمة الإنسانية.
في ظل استمرار النزاع، تواصل الدولة انهيارها بشكل متسارع، حيث لم تنجح أي مبادرات دولية أو إقليمية في وقف القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وعلى الرغم من المحاولات السياسية للتظاهر بأن الحياة تسير بشكل طبيعي، مثل طلب السلطة العسكرية استئناف الدراسة والامتحانات في الجامعات، إلا أن الواقع يعكس صورة مغايرة تماماً، مع تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية في مختلف أنحاء البلاد.
ومع غياب أي تسوية سياسية واضحة، تتزايد المخاوف من أن يؤدي استمرار الصراع إلى مزيد من التفكك والانهيار التام لمؤسسات الدولة. كما يحذّر الخبراء من أن الأزمة الحالية لن تقتصر تداعياتها على السودان فحسب، بل قد تمتد إلى دول الجوار، مما يهدد استقرار المنطقة بأسرها. وفي ظل هذا الوضع، تظل الحاجة ملحّة إلى تحرك دولي جاد لإنقاذ السودان من مصير مجهول.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق