تسليم الملف السوداني لحلفاء الولايات المتحدة الإقليميين
أشار بكري الجاك، القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدّم”، في حديثه إلى أن المؤشرات الحالية تدل على أن الإدارة الأميركية لن تتدخل بشكل مباشر في الشأن السوداني، ولا في النزاع القائم بين القوات المسلحة والدعم السريع. وبدلاً من ذلك، يتوقع الجاك أن يتم تسليم الملف السوداني إلى حلفاء الولايات المتحدة الإقليميين، مما يعني أن الحلول المحتملة ستأتي في إطار تسوية شاملة تتعلق بالمنطقة ككل.
من جانبه، أوضح الدكتور يعقوب نورين، المستشار بقوات الدعم السريع، في حديثه أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول إرث السلام تعكس سعيه لوضع بصمته الخاصة في السياسة الخارجية، مميزاً نفسه عن الرؤساء السابقين. وأكد نورين أن ترمب يخطط للتواصل مع عدد من القادة العالميين بهدف إنهاء النزاعات، مشيراً إلى أن السودان ليس بمعزل عن هذه الجهود، رغم أن هناك قضايا أخرى ملحة مثل الصراع في غزة والحوثيين في اليمن.
وأكد نورين أن الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن قد قلصت من دورها في إفريقيا، خاصة في دول غرب القارة، حيث اقتصر وجودها على منطقة ساحل البحر الأحمر، وهو وجود لا يبدو أنه يحقق تأثيراً كبيراً. ومع ذلك، يتوقع نورين أن تلعب واشنطن دوراً أكثر فاعلية في معالجة الأوضاع في السودان، خاصة في ظل العقوبات المفروضة على البرهان، والتي قد تكون خطوة أولى نحو إنهاء النزاع المستمر في البلاد.
أكد نورين أن التعاون الاقتصادي يعد أساساً مهماً لكافة العلاقات، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستلعب دوراً فعالاً في السودان، الذي يمتلك إمكانيات اقتصادية كبيرة يمكن الاستفادة منها. وأوضح أن السودان بحاجة إلى حكومة ديمقراطية تتوافق مع تطلعات الشعب، مع ضرورة اتباع سياسة خارجية متوازنة تركز على المصالح الوطنية، وتبتعد عن التحالفات والمحاور بشكل كبير.
وأشار نورين إلى أن الاعتدال في السياسة الخارجية سيكون عنصراً أساسياً في التعامل مع إدارة ترامب، التي تتمتع بخلفية اقتصادية واضحة وتسعى لتحقيق مصالح الولايات المتحدة. وأكد أن هذا الاعتدال قد يؤثر بشكل كبير على طبيعة العلاقات بين البلدين، مما قد يؤدي إلى تغييرات إيجابية في التعاون الثنائي.
في سياق متصل، دعا نورين إلى أهمية بناء علاقات قائمة على الفهم المتبادل والمصالح المشتركة، مشدداً على ضرورة أن تكون السياسة الخارجية للسودان متسقة مع هذه المبادئ. وأكد أن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان سيساهم في تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة، مما يعود بالنفع على كلا البلدين.
أكد الدبلوماسي عمر عثمان الأمين في تصريح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سيتبنى نهجاً صارماً في التعامل مع القضايا الدولية، وهو ما يختلف تماماً عن أسلوب سلفه الرئيس جو بايدن الذي كان يعتمد على الدبلوماسية الهادئة. وأوضح أن ترمب سيعتمد بشكل كبير على الضغوط الاقتصادية كوسيلة لحل النزاعات ووقف الحروب، مما يتطلب منهجه استراتيجيات جديدة.
وأشار الأمين إلى أن الانتقال من حالة الدمار والقتل إلى مرحلة السلام يتطلب دعمًا كبيرًا من حلفاء إقليميين ودوليين. وأكد أن هذه الضغوط الاقتصادية ستكون ضرورية لتحقيق الأهداف المرجوة، حيث أن التعاون الدولي سيكون له دور محوري في إعادة بناء الدول المتضررة.
في سياق متصل، أوضح الأمين أن نجاح هذه الاستراتيجية يعتمد على قدرة الولايات المتحدة على تشكيل تحالفات قوية مع الدول التي يمكن أن تسهم في تحقيق الاستقرار. وأكد أن هذه الديناميكية الجديدة في السياسة الخارجية الأمريكية قد تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي في مواجهة التحديات العالمية.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق