الأحد، 22 أغسطس 2021

لم يجد الإثيوبيين إلا الفرار الى السودان من التطهير العرقي في تيجراي ومن انتهاكات حكومة آبي أحمد

لم يجد إثيوبيون من الكومنت من خيار أمامهم بعد اندلاع نزاع في إقليم تيجراي، سوى الفرار إلى السودان المجاور وذلك في دليل قاتم آخر على اتساع رقعة صراع عرقي، وانتهاكات حكومة آبي أحمد




في بلدة باسنقا السودانية الحدودية مع إثيوبيا، تقول اللاجئة إميبيت ديموز التي، مثل آلاف سواها فرت من قريتها الشهر الماضي، "أُحرقت منازل وقُتل أشخاص بالسواطير". وتضيف "بل لم نتمكن من أخذ الجثث ودفنها".


وقُتل آلاف الأشخاص منذ اندلاع النزاع في نوفمبر عندما أرسل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قوات للإطاحة ب"جبهة تحرير شعب تيجراي"، الحزب الحاكم في الإقليم، في خطوة قال إنها رد على هجمات شنها مقاتلو الجبهة،  وأُقحمت في أعمال العنف مجموعات أخرى تقاتلت على أراض في معارك امتدت من تيجراي إلى ولاية أمهرة المجاورة، وطن شعب الأمهرة، وكذلك أقلية الكومنت العرقية.


ويدعم مقاتلو منطقة أمهرة قوات آبي أحمد في محاولة للوصول إلى تسوية لنزاعهم المستمر منذ عقود على أراض يقولون إن جبهة تيجراي استولت عليها خلال حكمها للبلاد الذي استمر قرابة ثلاثة عقود قبل تولي آبي السلطة في 2018، ولطالما شعرت أقلية الكومنت بالانزعاج من التأثير الثقافي والاجتماعي لشعب الأمهرة المهيمن، وفي السنوات القليلة الماضية طالبت بحكم ذاتي.


في 2017، انتهى استفتاء حول إقامة منطقة حكم ذاتي للكومنت بأحقاد، وأدى الخلاف الناجم عن ذلك إلى اشتباكات تزايدت وتيرتها بين المجموعتين. وتقول إميبيت البالغة 20 عاما "مقاتلو الأمهرة المدعومون من الحكومة أرادوا إخراجنا من أرضنا". وتضيف "هم يقتلوننا لأننا أقلية عرقية".


 وتقدر الأمم المتحدة أن حوالى 200 ألف شخص شُرّدوا من منازلهم في منطقة أمهرة حيث تسهم أعمال العنف في توسيع الخلافات بين الجماعات العرقية.


وأجبرت الاشتباكات بين الأمهرة والكومنت آلاف الأشخاص على الفرار في أبريل هذا العام، بحسب وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.  ويقول نشطاء من الكومنت إن وطنهم التاريخي يشمل قرى محاذية للسودان.


وبالنسبة للمدنيين العالقين في الوسط مثل إميبيت، فإن أعمال العنف لم تترك لهم خيارا سوى الرحيل. وعبر ثلاثة آلاف لاجئ من الكومنت إلى السودان منذ الشهر الماضي، بحسب مسئولين سودانيين. ويستقبل السودان أكثر من 60 ألف لاجئ من تيجراي، بحسب آخر إحصاءات الأمم المتحدة، وهو ما يشكل عبئا على بلد يعاني من أزمة اقتصادية حادة.


 وتقول الأمم المتحدة أن خطر المجاعة يهدد نحو 400 ألف شخص في تيجراي بسبب النزاع حيث المعارك مستمرة.  ولا يرى لاجئو الكومنت احتمالات تذكر للعودة إلى إثيوبيا في وقت قريب.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا