السودان يحذر من "عواقب وخيمة" ويعول على الوساطة لحل الخلاف القائم حول سد النهضة الإثيوبي قبل فوات الاوان
جاء ذلك خلال لقاء مريم الصادق وزيرة الخارجية السودانية، بمحمد بلعيش سفير الاتحاد الأفريقي لدى السودان، حيث تناول اللقاء دور الاتحاد في القضايا التي تهم السودان وعلى رأسها الأزمة الحدودية مع إثيوبيا وسد النهضة.
وأشادت وزيرة الخارجية السودانية بدور الاتحاد واهتمامه الكبير بشأن الخرطوم، وحرصه على نجاح الفترة الانتقالية، مشددة على أهمية التعاون الإقليمي لاحتواء الخلافات ومواجهة التحديات الأفريقية.
واعتبرت "الصادق" أن "تعنت إثيوبيا في شروط استئناف عمل الآلية المشتركة لترسيم الحدود بين البلدين أمر لا يمكن قبوله".
وقالت إن "السودان يؤمن بالحلول الأفريقية للمشاكل الأفريقية، ولكن عدم التزام الجانب الإثيوبي باتفاق ملزم بشأن ملء السد، أصبح يهدد حياة الملايين من السودانيين وستكون له عواقب وخيمة لا يمكن تداركها مستقبلاً".
وقال السفير بلعيش، إن الاتحاد الأفريقي سيواصل جهوده الرامية لإيجاد حل يرضي جميع الأطراف فيما يخص مفاوضات السد.
اليوم الإثنين، أرسل رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبد الله حمدوك خطابات إلى الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتشكيل آلية رباعية للوساطة في مفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
واقترح حمدوك، في الخطاب تغيير النهج المُتبع في المفاوضات والذي أدى إلى عدم الوصول لاتفاق بين الأطراف الثلاثة خلال فترة التفاوض الماضية، مشددا على ضرورة تأسيس نهج يقوم على وجود الشركاء الدوليين الرئيسيين من خلال الآلية الرُباعية للاستفادة من تجربة جولات التفاوض السابقة.
وتأتي الخطوة السودانية، بعد أيام من تأكيد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي موقف بلاده الثابت بضرورة التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، قبل موسم الأمطار المقبل.
ومؤخرا، أعلنت الخارجية الإثيوبية رفض أديس أبابا الوساطة الرباعية التي اقترحتها مصر والسودان، مؤكدة تمسكها بالوساطة الأفريقية.
وتقدم السودان بمقترح ودعمته القاهرة حول تطوير آلية التفاوض التي يرعاها الاتحاد الأفريقي من خلال تشكيل رباعية دولية تقودها وتسيرها جمهورية الكونغو الديمقراطية بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وتشمل كلا من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة للتوسط في المفاوضات، حيث دعا البلدان هذه الأطراف الأربعة لتبني هذا المقترح والإعلان عن قبولها له وإطلاق هذه المفاوضات في أقرب فرصة ممكنة.
ولا يزال ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي محل خلاف بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي في هذا الشأن رغم جولات التفاوض المتعددة والتي رعتها واشنطن تارة، والاتحاد الأفريقي تارة أخرى، علاوة على اجتماعات ثلاثية لم تسفر عن حل للقضايا الشائكة.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق