تركيا تستدعي وزير دفاع السراج.. مغامرة جديدة تنتظر ليبيا
رجح خبراء ليبيون أن تركيا تستعد لمغامرة جديدة في ليبيا عقب استدعائها وزير الدفاع يحكومة الوفاق الليبية لإجراء مباحثات في أنقرة.
وتوقع الخبراء، أن أنقرة تستعد للقيام بمغامرة الهجوم على الموانئ والحقول النفطية، لإبطاء وعرقلة التقدم في المسار العسكري الذي ترعاه البعثة الأممية وحقق نتائج إيجابية.
خبراء ليبيون يكشفون أهداف زيارة قادة المليشيات إلى تركيا
واستدعت تركيا، وزير دفاع السراج صلاح الدين النمروش، اليوم الأحد، لإجراء مباحثات في أنقرة، بحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، أكدت خلاله أن الزيارة تهدف لتطوير وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وتتزامن الزيارة مع تواجد رئيس ما يعرف بـ"المجلس الأعلى للدولة" الإخواني خالد المشري، بصحبة 16 من قادة المليشيات المسلحة، في أنقرة، لعقد اجتماع موسع، مع قيادات تركية.
مغامرة جديدة
الأكاديمي والسياسي الليبي، الدكتور أحمد العبود، قال في تصريحات لـ«العين الإخبارية»، إن زيارة النمروش إلى تركيا، تقرأ عبر مسارين ومستويين، أولهما أن تركيا تريد من خلال هذه الزيارة توحيد المليشيات خاصة بعد ظهور بوادر الانقسام والصراع بين مليشيات مصراتة من جهة ومليشيات طرابلس وبحث الأخيرة عن تحالف مع مليشيات الزاوية.
مرتزقة أردوغان بليبيا.. تساؤلات حول البقاء رغم التهدئة
وأوضح السياسي الليبي، أن تركيا تريد توحيد هذه المليشيات خلف وزير دفاع السراج الذي يعد رجل أنقرة المطيع، تحسبًا لقرارها القيام بمغامرة الهجوم على الموانئ والحقول النفطية لإبطاء وعرقلة التقدم في المسار العسكري الذي ترعاه البعثة الاممية ويحقق نتائج إيجابية.
تهديد السلام
أشار العبود إلى أن تصريحات النمروش التي أعلن فيها تمسكه بالاتفاقيات الموقعة مع أنقرة في المجال العسكري والأمني واستئناف برامج التدريب، تهدد جهود إحلال السلام وتخالف اتفاق جنيف ومخرجات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5).
ويرى أن تركيا تحاول الإمساك بخيوط المليشيات المختلفة وتوظيفها كأوراق تمسك بها أنقرة وأردوغان سواء بتحصين اتفاقياته الموقعة مع السراج والتي قد تكون في مهب الرياح إذا ما أتت حكومة وطنية جديدة، او باستخدام هذه المليشيات في تحقيق مغامرة جديدة إذا ما سمح المناخ الدولي بمثل هذه المغامرات.
إفساد التوافق
خالد الترجمان المحلل السياسي الليبي، إن الحاكم العسكري لإقليم طرابلس استدعى ميليشياتها على عجل إلى أنقرة، في محاولة لتكون تركيا صاحبة القرار أولا وأخيرًا في المسألة الليبية، سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا واقتصاديًا.
تمديد وتحشيد واعتذار.. الثلاثية الملغومة في ليبيا
وأوضح الترجمان، أن تركيا تعلم أنها لن تجد لنفسها موضع قدم في ليبيا بتوصل اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5 +5) لاتفاق، والذي سيسعى في المقام الأول لإخراج ميليشياتها، لذا تسعى لإفساد أي توافق بين الليبيين للسيطرة على ثروات ليبيا ومناجم الذهب.
إنشاء الحرس الوطني
وقال الترجمان إن الليبيين يتوجسون خيفة من هذه الاجتماعات التي لا تعلن أهدافها الحقيقية، مشيرًا إلى أن أنقرة تعد خططًا جديدة للاستيلاء على منقطة الهلال النفطي، وغزو سرت – الجفرة.
وأشار إلى أن هناك موضوعًا طالما يطرحه الميليشيات المسلحة، وهو إيجاد جسم عسكري تحت مسمى "الحرس الوطني"، لاستيعاب كل الميليشيات في جسم عسكري واحد يضاهي القوات المسلحة الليبية، ويحاول إخراجها من مشهد حماية الوطن.
خطط حربية
عادل ياسين رئيس مجلس العلاقات الدولية، قال إن تركيا تتمتع بنفوذ قوي داخل الأراضي الليبية، مشيرًا إلى أن أنقرة هي من ترسم الخطط الحربية والقتالية.
وأوضح رئيس مجلس العلاقات الدولية، أن تركيا الآن تعد العدة للقضاء علي بعض القوات التي أصبحت تشكل تهديدًا على وجودها، مشيرًا إلى أن المنطقة أصبحت على صفيح ساخن والوضع يتأزم بشكل ملفت للنظر من تنامي المعارضة وارتفاع أصواتها داخل طرابلس.
خطوات استباقية
السياسي الليبي محمود زاقوب، قال، إن الاجتماع يأتي في سياق تبعات ما بعد الانتخابات الأمريكية، والتي تكشف المؤشرات والتصريحات عن فريق عمل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بأن دور تركيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يجب أن ينحسر ويتقلص.
وتابع السياسي الليبي، أنه كان على الحكومة التركية القيام بخطوات استباقية بضبط خيوط التحالفات في غرب ليبيا على المستويين السياسي والميداني، لأنه من المتوقع أنه سيكون للإدارة الأمريكية الجديدة تركيز على السياسة الخارجية أكثر من الإدارة السابقة، نظراً لخلفية الرئيس بايدن في هذا المضمار.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق