لمواجهة البطالة في السودان.. ثلاث شبان جامعيين يختارون فتح كوفي شوب
رحلة تعليم خاسرة: اختيار اسم "خسارة قرايتي"؛ أي خسارة تعليمي؛ هو ليس تعبير عن حالة اليأس من التعليم نفسه إنما انعكاس للوضع الحالي الذي وصل إليه حال الخريجين من الجامعات في البلد؛ هذا ما يقوله أحمد عباس؛ أحد الشبان الثلاثة؛ والحاصل على شهادة الهندسة من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
ويوضح عباس أنه عندما فكر مع زملائه الآخرين في اللجوء إلى مهنة بيع الشاي والمشروبات الساخنة أرادوا أن يلفتوا نظر المجتمع إلى مدى تفاقم مشكلة البطالة التي تطال حاليا أكثر من 40 في المئة من الخريجين.
ويضطر كثير من الشباب الحاصلين على مؤهلات جامعية للعمل في وظائف هامشية مؤقته، وهو ما يولد أزمة اجتماعية حادة بدأت افرازاتها تظهر في الهجرة غير الشرعية وغيرها من الظواهر الخطرة.
ماذا يقول الخبراء: ينظر المتخصص في التنمية البشرية مروان محمد إلى الظاهرة من ثلاثة زوايا، تتعلق الأولى بدور الدولة والثانية بالتبعات السلبية على المستوى المهني، أما الثالثة فتتعلق بالنمط الاستهلاكي.
ويقول محمد إن الأمر في مجمله يرتبط بالتدهور الاقتصادي، مما يدفع بالكثيرين للعمل في أنشطة خارج مجال تخصصاتهم وهو ما ينعكس سلبا على مجمل العملية الاقتصادية ويقلل من فرص التطوير المهني في أوساط الخريجين.
ووفقا للباحثة الاجتماعية ايمان حسن، فإن اضطرار الكثير من أصحاب المؤهلات الجامعية الرفيعة للنزول إلى الشارع بحثا عن أي عمل هو في الواقع محاولة للاستجابة للضغوط المعيشية الكبيرة التي يعاني منها المجتمع السوداني.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق