الثلاثاء، 29 نوفمبر 2022

صناعة الفخار في السودان تعود للانتعاش مجددا.. ولأسباب صحية وبيئية

 

صناعة الفخار في السودان تعود للانتعاش مجددا.. ولأسباب صحية وبيئية


صناعة الفخار في السودان تعود للانتعاش مجددا.. ولأسباب صحية وبيئية


بعد فترة من التراجع بسبب دخول البرادات والثلاجات الكهربائية و"قصايص" زراعة الزهور البلاستيكية والمعدنية؛ عادت صناعة الفخار في السودان للانتعاش مجددا؛ فكيف استطاعت هذه الصناعة العتيقة استعادة مكانتها وما الأسباب التي ساعدتها على ذلك؟


يعزي خبراء في صناعة الفخار ومختصون بيئيون الانتعاش الحالي في صناعة الفخار إلى الزيادة الملحوظة في الطلب على المنتجات الفخارية بسبب الاعتقاد الواسع بأن "الزير"، وهو إناء فخاري يستخدم لحفظ مياه الشرب ويصنع من طين البحر المحروق، يعتبر أكثر قدرة على تنقية مياه الشرب من أجهزة الحفظ الكهربائية.


وتقول خبيرة البيئة حنان مدثر إن استخدام الأواني الفخارية أمر له مردود إيجابي من الناحية البيئية؛ رغم الأضرار التي قد تنجم خلال عملية تصنيع تلك الأواني والقطع. وتوضح حنان مدثراستخدام القطع الفخارية يحافظ على درجة حرارة التربة والرطوبة؛ ويتيح النفاذية للأكسجين؛ وهي توفر أيضا وسط آمن لمنع تسرب المدخلات الضارة.


 عودة الاهتمام بالزير

وتعتبر الزيادة الملحوظة في مبيعات الأزيار خلال الفترة الأخيرة من الأسباب الرئيسية التي أسهمت في انتعاش صناعة الفخار وزيادة مبيعات القطع الفخارية.


وفي ظل تزايد معدلات تلوث مياه الشرب في المدن السودانية خلال الفترة الأخيرة، عاد الاهتمام بالزير مجددا وسط اعتقاد واسع بأن حفظ مياه الشرب فيه تكون أكثر أمانا من حفظها في المبردات والثلاجات الكهربائية. وتشير دراسات إلى أن الزير أكثر قدرة على تنقية الشوائب والبكتريا ومعالجة الأملاح والعناصر الغريبة الموجودة في المياه والتي تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان.


وأكد نور الدين سعيد؛ أحد المختصين في صناعة الفخار أن هنالك زيادة ملحوظة في الطلب على الأزيار وحافظات لمياه الشرب المصنوعة من الفخار؛ بفضل ارتفاع الوعي بصحة مياهها وفوائدها لمرضى الكلى تحديدا. وأوضح ارتفع الطلب على حافظات المياه الفخارية بأكثر من 60 في المئة خلال الفترة الأخيرة".


تطور الصناعة

وشهدت الصناعة تطورات متلاحقة من خلال إنتاج نماذج تحاكي الأجهزة المنزلية المعاصرة مثل أحدث أنواع حافظات المياه. وللوهلة الأولى؛ تبدو فكرة صناعة حافظة لمياه الشرب من الفخار "طين البحر المحروق" تحمل ذات خصائص الحافظة العادية، غريبة بعض الشيء، غير أنه ما أن يدخل الشخص أماكن صناعة القطع الفخارية والمسماه محليا في السودان بـ "الكمائن"؛ حتى يدرك الزائر قابلية تحويل طين البحر إلى أي شكل يخطر على البال.


وفي الفترة الأخيرة استحدثت الكثير من القطع ذات الاستخدامات المختلفة في مجالات الزينة وحفظ المياه والطهي وغيرها من الاستخدامات المنزلية والعامة.


ويبلغ متوسط إنتاج العامل في المواقع التي تعتمد بالكامل على العمل اليومي ما بين 30 إلى 40 قطعة؛ لكن أصحاب ورش الإنتاج يأملون في تدخل الدولة وتقديم تسهيلات لإدخال آليات وأدوات حديثة تساعد على زيادة الإنتاج ومداخيل العمال."


ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا