الجمعة، 2 سبتمبر 2022

لماذا يهوى البعض الاستمتاع بمشاهدة أفلام الرعب؟


 لماذا يهوى البعض الاستمتاع بمشاهدة أفلام الرعب؟


لماذا يهوى البعض الاستمتاع بمشاهدة أفلام الرعب؟


ررغم أن الخوف ليس شعورا إيجابيا فإن البعض يهوى الاستمتاع به في صور مختلفة مثل مراكز الترفيه التي تحوي تجربة بيوت الأشباح، أو الروايات المخيفة وأفلام الرعب.لكن، ما الممتع في الارتجاف وتجربة مشاعر الخوف؟ ولماذا ننفق أموالا أو نبذل مجهودا لنشعر بالذعر أو الخوف مثلما يحدث معنا عند مشاهدة أفلام السنيما ستيفن كينغ؟


النظرية الأولى: الهرمونات هي السبب

يقول الخبراء إنه على الرغم من أن أفلام الرعب خيالية فإن مشاهدتها يمكن أن تؤدي إلى رد فعل حقيقي، وتقول كريستا جوردان المتخصصة في علم النفس الإكلينيكي إن العقل لا يميز بين الخيال والواقع بدقة، لذلك يحدث ما يشبه الخلل عند مشاهدة أفلام الرعب، حيث ينسى الدماغ في تلك اللحظة أن ما يراه ليس خطرا حقيقيا ويحفز نفسه للاستجابة الفسيولوجية المناسبة، وينتج الجسم هرمونات الأدرينالين والإندورفين والدوبامين، وهي المواد الكيميائية التي تحفز مشاعر النشوة داخل الجسم، وهو ما يجعل الإنسان مستمتعا رغم الخوف.


النظرية الثانية: مشاعر رعب لكن من مكان آمن

تشير الأبحاث إلى أننا بحاجة إلى الشعور بالأمان حتى يمكننا الاستمتاع بالرعب، ويفسر سيغموند فرويد ذلك بمفهوم "التنفيس"، حيث يصبح إطلاق المشاعر القوية علاجا لأنه يعزز ثقتنا في أننا آمنون جسديا بعيدا عما يحدث على الشاشة، وبالتالي يرسخ فكرة مفادها أننا يمكننا التحكم في المواقف مهما كانت المشاكل صعبة أو مخيفة أو مروعة، لكن عندما نتوهم أن ما يحدث على الشاشة يمكن أن يتحول إلى واقع لا تصبح التجربة ممتعة أبدا، لذلك يؤكد العقل دائما طوال مدة المشاهدة على حقيقة انفصالنا عن الأحداث، وأننا جالسون بمأمن على أريكة منزلنا أو على كرسي في صالة العرض السينمائي.


المخاوف البدائية للبشر

يقول علماء النفس إن أفلام الرعب تعمل على مخاوفنا البدائية وتستفيد منها، مثل خوفنا من أن نؤكل أو نصبح فريسة لحيوان ما، وهو ما يفسر شعبية أفلام الزومبي والأفلام التي تصور حيوانات ضخمة آكلة للبشر.


الفضول للتجربة

وفقا لما ذكره الدكتور غلين سباركس الرئيس المشارك في مدرسة براين لامب للاتصالات بجامعة بوردو، فإن الفضول البشري نحو التجارب الجديدة هو أحد محفزات متابعة أفلام الرعب.وتعد المؤثرات السمعية والبصرية لأفلام الرعب أحد عوامل الإثارة، حيث تقول جوان كانتور الحاصلة على الدكتوراه ومديرة التوعية في مركز أبحاث الاتصالات في جامعة ويسكونسن ماديسون إن لتلك المؤثرات تأثيرا كبيرا في إثارة فضول المتفرج ودفعه لمتابعة المشاهدة.


كيف يولد الخوف في أفلام الرعب؟

يقول دكتور ديكلان ماكينا المحاضر في معهد أبحاث العلوم الطبية الحيوية بجامعة أولستر إن استجابتنا العميقة للمشاهد الدموية مرتبطة بتطور الحضارة والإنسانية، حيث تطور عقلنا لندرك أن رؤية الدم قد تكون مسألة مهددة للحياة، لذلك فإن استجابتنا التلقائية هي الخوف والقلق حتى عند النظر إلى الدم في فيلم خيالي.


ومع ذلك، فإن ما لا نراه قد يكون في بعض الأحيان مخيفا بالقدر نفسه للذي نراه، فمثلا القتلة أصحاب الوجوه المقنعة أو المموهة في أفلام الرعب التي تحتوي على أقنعة أو دمى ومهرجين ملوني الأوجه تثير في المشاهد الخوف والقلق بسبب غياب تعبيرات الوجه الواضحة التي تساعدنا على إدراك نوايا الشخص الذي نواجهه.


الصوت والموسيقى عناصر تخويف في أفلام الرعب

في دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا عام 2011 وجد أن الموجات فوق الصوتية هي أصوات تتميز بتردد منخفض (أقل من 20 هرتزا)، ويمكن أن تحدث بسبب الكوارث الطبيعية مثل العواصف والزلازل، ولها تأثير كبير على إثارة مشاعر الخوف لدى الإنسان بسبب ارتباطها في عقل الإنسان منذ زمن بعيد بالخطر الوشيك، ومن الأساليب الشائعة التي يستخدمها صناع أفلام الرعب إدخال هذه الأصوات في خلفية المشاهد، مما يزيد مشاعر الخوف والارتباك لدى المشاهدين.


ويكون الخوف من الأصوات أكثر فاعلية عندما يأتي بشكل غير متوقع، ويظهر هذا عند إضافة مفاجآت إلى مشاهد مألوفة، مثل طرق الباب المفاجئ أو ضحك الأطفال الخافت في منزل مهجور، حيث يعتمد مصممو الصوت على مزج علم النفس مع التقنيات الصوتية لخلق أجواء الخطر والترقب عن طريق الاستخدام الإبداعي للصوت.

ليست هناك تعليقات:

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © قلب السودان
تصميم : يعقوب رضا