والمرتزقة والإرهابيون القادمون من تشاد إلى ليبيا ينتمون إلى جماعات المعارضة المسلحة في تشاد، ويأتمر أخطرهم، لتيمان أرتيمي، الإرهابي التشادي المقيم في قطر ويتخذون من جنوب ليبيا قاعدة للتدريب والتمويل والإنطلاق إلى عمليات إرهابية.

ويتم ذلك كله بالتنسيق مع تنظيم الإخوان في ليبيا، ويستعين بهم التنظيم وداعموه في عمليات قتال داخل ليبيا ضد الجيش الوطني الليبي إضافة إلى مساعدة تركيا في منازعة فرنسا نفوذها في بعض دول شمال إفريقيا".

وفي مناسبات عدة، نبّه الناطق باسم الجيش الليبي، اللواء احمد المسماري، الى خطورة تحركات المعارضة التشادية في جنوب ليبيا بقيادة أرتيمي، وتنسيقه مع تنظيمات القاعدة وداعش والإخوان داخل بعض مناطق الجنوب الليبي وارتكاب مجازر ضد الليبيين ومحاولة اختراق الصفوف الخلفية للجيش الليبي في الجنوب لاضعافه في مواجهة الميليشيات الإرهابية التي تسيطر على غرب ليبيا.

ويقدر عدد أفراد هذه الجماعات التشادية بنحو 25 ألف مرتزق، وفقا لتصريحات صحفية لرئيس الحكومة الانتقالية في العاصمة التشادية أنجمينا "باهيمي باداكي ألبرت

وملف خروج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من أبرز المحاور التي تتناولها المحادثات والاجتماعات الدولية بشأن ليبيا، وآخرها جلسة مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي.

وتعد فرنسا من الدول القليلة التي تركز على ملف المرتزقة التشاديين؛ كونهم ينفذون عملياتهم الإرهابية انطلاقا من ليبيا في الدول التي لها فيها نفوذ عسكري واقتصادي وسياسي في جوار ليبيا والساحل الأفريقي الغربي، وبخاصة تشاد والنيجر ومالي.

 دور الإخوان مع المرتزقة التشاديون

وقال المحلل السياسي الليبي، عثمان بركة، إن المعارضة التشادية تعد واحدة من الجماعات المسلحة الأجنبية التي تعبث في أمن ليبيا وتستغل الصراع القائم للابتزاز والتغول في البلاد

وأضاف أن علاقة الإخوان بالمعارضة التشادية تشكل جزءا من المخاطر التي تواجه ليبيا، فقد لعبت هذه المعارضة دورا في دعم تنظيم الإخوان وميليشيات طرابلس في أكثر من معركة لصالح التنظيم، وعلى سبيل المثال شاركت إلى جانب ميليشيات الإخوان في الهجوم على منطقة الهلال النفطي في فبراير 2017، قبل أن يتم دحرهم من قبل الجيش الوطني الليبي

وبحسب بركة، فإن الإخوان يتعاونون مع أي مشروع وجماعة تستهدف الشعب الليبي وتنشر الدمار في أرجاء ليبيا، لافتا إلى أن الإخوان يشكلون الخطر الأبرز على وحدة وسلامة التراب الليبي.

وقال إن هناك تنسيقا دائما بين المعارضة التشادية وتنظيم الإخوان، عبر ممثل الجماعة الليبية المقاتلة محمد عماري زايد، والقيادي الإخواني عبد السلام كاجمان.

وأضاف الترهوني أنه يجب الالتفات إلى قنبلة المرتزقة التشاديين في الجنوب الليبي؛ لأن وجودهم يشكل تحديا يصب في مصالح ميليشيات طرابلس المتناحرة، وأيضا الجماعات الإرهابية التي تستهدف ليبيا ودول الجوار.

وأضاف المحلل السياسي الليبي أن الأولوية للجيش الوطني القضاء علي القيادات الإخوانية والجماعة الليبية المقاتلة، لأنها بيت الفساد والتربة الخصبة لسيطرت الاستعمار ووكلاءه على ليبيا.

وشن الجيش الوطني الليبي عملية عسكرية شملت تدمير العديد من البؤر الإرهابية في جنوب ليبيا؛ لتعزيز الحالة الأمنية هناك بما يمنع تحول الحدود إلى نقاط عبور للإرهابيين والمرتزقة.