تأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية للقاهرة للتأكيد على عمق الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين البلدين
يرى خبراء أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة، تعكس دلالات سياسية واستراتيجية لطبيعة العلاقة بين القاهرة وأبوظبي الثنائية، سواء على مستوى التفاهمات الثنائية أو توافق الرؤى في معظم الملفات السياسية، سواء الدولية أو الإقليمية.
استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في مطار القاهرة، حيث أكدت الزيارة عمق العلاقات بين البلدين.
مصر والإمارات.. شراكة تاريخية وتنسيق ممتد
طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية،إن الملفات الإقليمية لها الأولوية في زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى القاهرة، وذلك مع القضايا الثنائية التي تهم دولة الإمارات في الإقليم، مشيرا إلى أن القاهرة وأبوظبي تربطهما شراكة استراتيجية ممتدة.
وعدد الخبير السياسي الملفات الإقليمية بقوله "هناك ملف إقليم شرق المتوسط حيث حضرت أبوظبي قمة رباعية مؤخرا شاركت فيها إسرائيل وقبرص واليونان، وذلك بعد أن أصبحت عضوا مراقبا في المنتدى وبالتالي هناك مصالح مشتركة للقاهرة وأبوظبي في هذا التوقيت".
الملف الثاني الذي يتصدر الزيارة، وفق فهمي، هو الملف الليبي، حيث هناك تفاهمات مصرية ليبية خصوصا قبل شهر من الاتفاق على المرحلة الانتقالية في ديسمبر/كانون الأول.
أما الملف الثالث فهو ملف أمن الخليج، حيث هناك تطورات جارية متطلبة بمرحلة ما بعد "قمة العلا" ودخول المصالحة حيز التنفيذ واستئناف العلاقات المصرية القطرية.
ولفت "فهمي" إلى أن هناك حرصا إماراتيا على تقريب وجهات النظر المختلفة، وفصل ما هو ثنائي عما هو إقليمي.
ويرى "فهمي" أن القضايا الثنائية بين القاهرة وأبوظبي مستقرة وآمنة خاصة المتعلقة بالتعاون المشترك، سواء على صعيد المشروعات أو الاستثمارات بكافة المجالات.
واستطرد: "هناك بالطبع قضايا ثنائية تشملها الزيارة، لكنها خارج ما هو ثابت ومستقر، فستكون حول أبرز ملفات الإمارات في الإقليم ومنها ملف حوض النيل والقرن الأفريقي، لافتا إلى أن الزيارة تحمل دلالة التنسيق المصري الإماراتي في هذا الإطار خاصة بعد تعيين مبعوث أمريكي خاص للقرن الأفريقي.
رسالة للعالم
الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، اعتبر زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم السبت تأتي في إطار خصوصية العلاقة بين البلدين، بحكم التنسيق المستمر بين القيادتين وبحكم القضايا ذات الاهتمام المشترك التي يتوحد فيها الموقف في الإمارات ومصر.
وقال "سلامة": زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للقاهرة في هذا التوقيت تعطي رسالة للعالم بأن "أبوظبي لا تقف وحدها وكذلك القاهرة، وأنه هناك مساندات مشتركة وتبادل للخبرات والمعلومات في مختلف القضايا".
ومؤيدا الرسائل المختلفة للزيارة إقليميا ودوليا، أكد الخبير أن هناك ملفات وأزمات كثيرة في المنطقة تستدعي هذه الزيارة، مثل فتح الحوار بين ليبيا وتركيا، لافتا إلى أن هذا الملف يحتل أولوية، خاصة أن استقرار الدولة الوطنية في ليبيا هدف مشترك بين القاهرة وأبوظبي.
وأضاف:" مقاومة التدخلات التركية في المنطقة ومحاولة إثارة التوترات تحتل أيضا أهمية، بالإضافة إلى ملف سد النهضة وتعنت الجانب الإثيوبي، خاصة أن القاهرة تحتاج إلى دعم إماراتي في هذا الشأن".
وفعليا، تشير التجارب العملية إلى أن التنسيق المصري-الإماراتي والتفاهم بين البلدين بشأن القضايا العربية والإقليمية، دائما ما ينعكس بشكل إيجابي وفاعل على المنطقة العربية، ويجنبها اندلاع العديد من الأزمات.
ليست هناك تعليقات:
اضافة تعليق